جرى في العاصمة موسكو ضمن فعاليات مشروع "قرطاجة الروسية" لقاء حول تاريخ الجاليات الروسية في بلدان المغرب العربي، بمشاركة واسعة من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية من داخل روسيا و خارجها. وقد حظيت الجالية الروسية في تونسية باهتمام كبير تمثل في إلقاء الضوء على إحدى صفحات التاريخ الروسي المرتبطة باستضافة تونس في مطلع العشرينيات من القرن الماضي لسفن الأسطول الروسي التابع لقوات البيض المعادين لثورة اكتوبر بقيادة الجنرال فرانفيل .
وقد كان عام 1920 نقطة انعطاف في تاريخ الحرب الأهلية بروسيا ، فبعد ان طالت يد البلشيفية شبه جزيرة القرم لم يبق أمام الضباط البيض في جيش الجنرال فرانغيل إلا إخراج آخر وحدات الأسطول الروسي من قاعدته في سيفاستوبل والتوجه بسفنهم الى ميناء بنزرت التونسي. وعلى متنها أكثر من 6 آلاف لاجئ من ضباط وبحارة ونخبة ثقافية روسية أجبرت على ترك ديارها.
لكن أسطول الجنرال فرانغيل الذي وصل إلى ميناء بنزرت في كانون الأول/ديسمبر 1920 لم يغادره قط، بل ظل رهينة في الميناء التونسي الخاضع أنذاك للحكم الفرنسي حتى الإعلان رسميا عن تفكيكه في تشرين الأول/ أكتوبر 1924 بعد اعتراف فرنسا بالإتحاد السوفيتي.
وقد عاشت الجالية الروسية في تونس حياة نشطة .و تم بناء كنيسة أرثوذكسية في مدينة بنزرت كما افتتحت مدرسة روسية هناك، حتى ان سكان بنزرت أنفسهم ما زالوا يثمنون ويقدرون إسهام اللاجئين الروس في تنمية وتطوير مدينتهم.
المزيد من التفاصيل في التقرير المصور