مباشر

روسيا وتركيا.. نبض جديد في علاقات قديمة

تابعوا RT على
يصل الرئيس التركي عبد الله غول يوم الخميس 12 فبراير/شباط إلى موسكو بزيارة رسمية يلتقي خلالها القيادة الروسية لبحث أوجه التعاون المشترك بين البلدين وعددا من القضايا الدولية.

يصل الرئيس التركي عبد الله غُل يوم الخميس 12 فبراير/شباط إلى موسكو  بزيارة رسمية يلتقي خلالها القيادة الروسية لبحث أوجه التعاون المشترك بين البلدين وعددا من القضايا الدولية.
وذكر غل في مطار أنقرة قبل المغادرة الى موسكو أن تركيا تعتبر تعزيز علاقاتها مع روسيا من أولويات سياستها الخارجية.
وقال غل: "نحن نرى الأهمية البالغة في تطوير التعاون مع روسيا الاتحادية ونعتبرها أحدى بلدان العالم العظمى.
وأكد غل أن روسيا أكبر شريك تجاري بالنسبة لتركيا، مشيرا الى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ في العام الماضي 38 مليار دولار.
وذكر غل انه ينوي خلال مباحثاته مع المسؤولين الروس بحث جميع مسائل العلاقات الثنائية في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة والتعاون العسكري-التقني.
ومن المنتظر أن يشارك الرئيس التركي  في اثناء زيارته لروسيا التي ستستمر حتى 15 من شهر فبراير/شباط الجاري، في منتدى جلسة رجال الإعمال الروسي- التركي في موسكو، كما سيقوم غول بزيارة الى قازان يلتقي خلالها رئيس جمهورية تترستان الروسية منتيمير شامييف.

العلاقات الروسية - التركية موغلة في القدم

يتجاوز تاريخ العلاقات بين روسيا وتركيا الخمسة قرون.. فقد دشنت هذه العلاقات عام 1492 بارسال أول بعثة تجارية روسية إلى الأراضي العثمانية فيما افتتحت سفارة للامبراطورية الروسية في القسطنطينية على أساس دائم عام 1701.

تعززت علاقات البلدين في العقدين الاخيرين بارتكازها على قاعدة واسعة من الاتفاقيات القانونية الثنائية التي يناهز عددها الستين بالإضافة إلى البعد الجغرافي الهام. وزاد من متانة هذه العلاقات نشوء حوار سياسي نشط بين البلدين على أعلى المستويات من خلال الزيارات المتبادلة العديدة.توسعت العلاقات بين البلدين مؤخرا وشملت بالاضافة إلى العلاقات الثنائية التنسيق تجاه قضايا العراق وادارة الاحواض المائية وما وراء القوقاز وبرنامج ايران النووي وتسوية القضية القبرصية إلى غير ذلك.

في السنوات القليلة الماضية تعزز الدور الروسي في الساحة الدولية بفضل استقرارها السياسي ونموها الاقتصادي المتسارع. كما أن تركيا التي بدأت في الآونة الأخيرة في مراجعة سياستها الخارجية بعد أن أعياها الانتظار أمام أبواب الاتحاد الأوروبي الموصدة وجدت في العلاقات مع روسيا أحد البدائل الهامة للدور الجديد الذي بدأت  القيام به في الفترة الأخيرة. وظهر ذلك بوضوح من خلال الموقف  التركي الحازم من الحرب الإسرائيلية على غزة. وقبل ذلك ظهر في رفض تركيا السماح للقوات الأمريكية باستخدام أراضيها عام 2003 أثناء غزو العراق.

 كما أن بحث تركيا عن أبعاد جديدة لسياستها الخارجية كان الدافع لصياغة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مقترحا بتشكيل منتدى للاستقرار والتعاون في القوقاز يشمل كلا من روسيا وتركيا وجورجيا وأذربيجان وأرمينيا.

يقول فيكتور ناديين- رايفسكي الخبير في الشؤون التركية بمعهد الاقتصاد الدولي والعلاقات الدولية في موسكو :" إن تركيا دولة مكتفية بذاتها. وهي لم تعد تسير حسب توجيهات واشنطن كما كان ذلك في الماضي البعيد، ولهذا لا يمكن القول في الوقت الراهن مطلقا أن أنقرة تدير سياستها الخارجية بحسب المصالح الأمريكية واختلفت تركيا مع الولايات المتحدة مؤخرا بخصوص مواقفها تجاه الاحداث الأخيرة في فلسطين حيث أظهرت استقلاليتها من خلال تنديدها القوي بالأعمال الإسرائيلية الأمر الذي لم يكن معتادا من قبل فتركيا لها وجهة نظرها الخاصة التي تنطلق من مصالحها الذاتية".

تستند السياسة الخارجية التركية الجديدة  إلى أبعاد اقتصادية وجغرافية وأمنية، ويظهر ذلك في سطور وثيقة تركية حول أمنها القومي أشارت إلى أن أحد الاتجاهات المحورية  لضمان الأمن الاقتصادي التركي يتحقق بتحويل تركيا إلى مركز عالمي لمرور وتخزين موارد الطاقة. هذه القاعدة الحيوية ترتبط في الأساس بتمتين العلاقات مع الجار الروسي العملاق الذي يمثل عمقا استراتيجيا اقتصاديا والشراكة معه تعني ديمومة التنمية وتوطيد الاستقرار.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا