يقدر تراجع سعر الروبل قياسا الى سلة العملات المكونة من الدولار الأمريكي واليورو بحوالي 35% منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي الذي بدأ فيه المصرف المركزي الروسي بأتباع سياسة التخفيض التدريجي لسعر الروبل.
وترجع أسباب الهبوط إلى عوامل عامة وخاصة.. الأولى تكمن فيما تشهده الساحة الاقتصادية العالمية من تطورات أفرزت انخفاضاً ملموساً في أسعار عملات وطنية متعددة مقابل الدولار الأمريكي،وفي مقدمتها الجنيه الأسترليني والدولار الأوسترالي.. لذا لم يقتصر الانخفاض على الروبل وحده. أما الأسباب الخاصة لهبوط قيمة الروبل فترجع إلى المضاربة بالدولار الأمريكي مقابل الروبل.
ومع اقتراب سعر صرف الروبل إلى الحد الأعلى الذي فرضه المصرف المركزي ينتظر أن يتشدد الأخير في مراقبة استخدام السيولة التي يوفرها للمصارف التجارية، ليجري حرمان كل مصرف يثبت قيامه بالمضاربة بالدولارات من الحصول على سيولة إضافية.
من جهة أخرى، فهناك من يرى أن سياسة التخفيض التدريجي لقيمة الروبل التي سار عليها المصرف المركزي، قد ساهمت في تقلص احتياطيات النقد الأجنبي لديه بنحو 200 مليار دولار. وأن الأفضل، كان إجراء تخفيض حاد ولمرة واحدة، مما كان سيقلص بنظر هؤلاء المحللين وتيرة ذوبان الاحتياطيات التي استنفدت لدعم قيمة الروبل ومنعه من الانخفاض. إلا أن هذه الآراء بحسب خبراء آخرين بعيدة عن الصحة.
بالاضافة إلى ذلك، فقد أتاحت سياسة التخفيض التدريجي لعدد كبير من المواطنين الروس الفرصة لتنويع مدخراتهم وحمايتهم من الخسائر التي كانت ستلحق بهم فيما لو تم التخفيض بشكل مفاجئ.. إذ تشير معطيات صادرة عن مصرف " سبيربانك"، الذي يستحوذ تقليدياً على الحصة الكبرى من مدخرات المواطنين الروس، تشير إلى ارتفاع كبير في عدد حسابات الادخار المفتوحة بالعملة الصعبة مع تقلص عدد الحسابات بالروبل. ويقول الخبراء إنه لا يمكن تقييم ما يجري على أنه أفول نهائي لنجم الروبل.. فالروبل سيعود الى مكانته.. مع عودة أسعار النفط للارتفاع.
التفاصيل في التقرير المصور