أكد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية ان موسكو تأمل في ان تدرك القيادة الامريكية الجديدة " بخلاف اسلافها " وجوب التعاون مع روسيا على قدم المساواة في تسوية الازمات الدولية. وذكرلافروف في مقالة نشرتها مجلة "نيوزويك" الامريكية ان احدى الخطوات في هذا المنحى يمكن ان تكون ممثلة في عقد معاهدة جديدة حول تقليص الاسلحة الهجومية الاستراتيجية لتحل محل معاهدة سولت – 1 التي ينتهي مفعولها في عام 2009.
واشار الوزير الى ان الرئيس الروسي دميتري مدفيديف طرح مؤخرا " رؤية جديدة لمنظومة الامن الاوروبية – الاطلسية قائمة على أساس المعاهدة الموجودة ذات الصفة الالزامية " ومن شأنها ان ان تقود الى التخلي عن الخطوط الفاصلة السابقة بين الشرق والغرب . وبرأيه ان منظومة الامن الجماعي الجديدة " ستوفر الامن الى الجميع حيث انها ستضمن عدم قيام اي بلد بتعزيز أمنه على حساب الآخرين". وحسب قوله فان هجوم جورجيا في الصيف الماضي على اوسيتيا الجنوبية قد اظهر ان منظومة الامن الاطلسية المركزية عاجزة عن ضمان السلام الاقليمي.
وذكر لافروف ايضا ان مبادرة فلاديمير بوتين المطروحة في عام 2007 كان يراد بها استعادة الثقة بين موسكو وواشنطن، حيث انها تضمنت الدعوة الى القيام بجهود جماعية بروح الانفتاح الاستراتيجي لأقامة منظومة للدفاع المضاد للصواريخ من اجل اوروبا . وهذا الاقتراح ما زال مطروحا ونأمل في ان القيادة الامريكية ستدرسه. ومن شأن تنفيذه ان يغير بصورة جذرية العلاقات الاستراتيجية الروسية – الامريكية. ويجب على الولايات المتحدة بأعتبارها دولة عظمى ان توافق على ان التغيرات الجارية في العالم قد جعلت الامن غير قابل للتجزئة ، وان تعترف بانها لن تستطيع لاحقا ان تفرض ارادتها على الآخرين. وقد تعلمنا في الاعوام الثمانية الاخيرة ان اي بلد لا يستطيع وحده ان يجعل العالم آمنا ، ولكن بوسعنا بلوغ ذلك بالعمل سوية معا.