تفخر البلدان العربية بتراثها الثقافي والديني، بما في ذلك الرقص الصوفي "رقص الدراويش"، الذي اشتهرت به الطريقة المولوية منذ قرون، والذي لا يزال يُعد من الطقوس الشرقية الفريدة التي تستقطب الكثير من السياح.
المولوية "الدراويش" هي إحدى اهم الطرق الصوفية وأشهرها وأكثرها انتشاراً والتي تميزت بفنون الرقص والموسيقى، أسسها جلال الدين الرومي في مدينة قونية التركية في القرن الثالث عشر ميلادي، وأتباع هذه الطريقة يسمون بالراقصين الدراويش. ويجب أن يصاحب أدائهم للرقص آيات وابتهالات من ذكر الحكيم . وكانت حلقات الذكر المولوية تقام في مساجد أنشأت خصيصاً لهذه الطريقة.
ورقص المولوية ليس عملا أو مهنة يعمل بها وإنما هي إرث ديني واجتماعي. ويتدرج المشاركون بها في ترتيب تفرضه الصفات والأعمار المختلفة للراقصين المولويين.
يشارك الدراويش بإحياء المناسبات الدينية مثل ذكرى المولد النبوي الشريف، وليلة الاسراء والمعراج وغيرها من المناسبات الدينية، ولكل مناسبة من هذه المناسبات أناشيدها الخاصة بها وادعيتها.
أما الأزياء التي يرتديها الدراويش الراقصون فهي ترمز لعناصر مختلفة في شكلها ولونها. فالأبيض يرمز للكفن، والأسود للقبر، أما القلنسوة اللباد فترمز الى شاهدة القبر، والدورات الثلاث حول باحة الرقص ترمز الى المراحل الثلاث في التقرب الى الله وهي: العلم.. الرؤية.. والوصال، وهي معان لا يدركها إلا مَن احترف الطريقة المولوية.
وذاعت المولوية كطريقة صوفية في عهد الدولة العثمانية ،ومنها انتقلت الى سوريا ومصر ومنطقة البلقان وبعض البلدان الاخرى. لكن جرى التضييق على انصار هذه الطريقة في تركيا بعد ثورة كمال أتاتورك العلمانية، ومن ثم عادت بعدها الدولة لتسمح بتقديم عروضها بعد أن أدركت أهميتها كعامل جذب سياحي.
يذكر ان من أهم الطرق الصوفية التي كانت منتشرة بشكل خاص هي الطرق الرفاعية والقادرية والهلالية والنقشبندية والمولوية وغيرها.
المزيد من التفاصيل في تقريرنا المصور