اذا كان ألكسندر بوشكين هو شاعر روسيا الأكبر ومؤسس ادبها الحديث فإن معرفة مدى تأثره بآداب الحضارة الإسلامية وتاريخها يدل على مدى احترام رموز الإبداع العالمي للثقافة العربية الإسلامية وقيمه العالمية الخالدة.
ولد بوشكين في يوم 6 يونيو/حزيران عام 1799 م في أسرة مثقفة تمتاز بسعة مدارك أبنائها واطلاعهم وغزارة ثقافتهم مما مكنه من قول الشعر ونشره وهو ابن الخامسة عشرة.
وإلى جانب ذلك تأثر بوشكين بحركة التحرر في روسيا ليزرع ذلك فيه ميلا واضحا الى التحرر والشك في كل المسلمات الاجتماعية، غيران وفاته المبكرة مقتولا في إحدى المبارزات عام 1937 م أنهت حياة هذا الشاعر والروائي والمسرحي الكبير، نهاية مفجعة وجهت للأدب الروسي خسارة فادحة.
يعد بوشكين واحدا من أشهر المبدعين العالميين الذين اهتموا بالآداب الشرقية ولاسيما أدب العرب و المسلمين وحضارتهم إذ تدل أعماله على دراسته لجوانب كثيرة في التراث العربي الإسلامي وإعجابه الواضح برسالة الاسلام وسيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
فقصائده التسع الموسومة ب"محاكاة القرآن" دليل واضح على اطلاعه على القرآن الكريم وإعجابه بهذا النص المعجز .
ومن ابرز نماذج الأشعار التي نظمها يوشكين متأثرا بالمرجعية العربية الإسلامية قصيدة "النبي" 1826 م التي يقول فيها:
لقد جبت القفر الكئيب متعثرا
يعذبني ظمأ روحي
وعند مفترق الطرق
اعترضني ملاك بستة اجنحة
باصابع خفيفة كالحلم
مرّعلى عيني:
انفتحت عيناي المتنبئتان
كما تفعل أنثى نسر مرعوبة
كما مس أذني:
فملأهما بالضجيج والطنين
فاصغيت إلي ارتعاشات السماء
وتحليق الملائكة بين الأفلاك
ودبيب الأحياء في أعماق البحار
وارتعاشة الكرمة في الوادي.
واقترب بيده من شفتي:
فاقتلع لساني الآثم
والماكر والسليط
وبيمناه الملطخة بالدم:
وضع لسان حية الحكمة
بين شفتي المتجمدتين
ثم شق لي صدري بالسيف
ونزع منه قلبي الخافق
ووضع في الصدر المفتوح
فحمة تتأجج باللهب
مثل جثة هامدة استلقيت في القفر
وناداني صوت الرب:
نفذ مشيئتي
وبكلمتي أجّج قلوب الناس
وانت تجوب قفار والبحار
للمزيد من الأخبار عن الموضوع في المواد المتعلقة، و من بينها:
209 عام على مولد الشاعر الروسي العظيم الكسندر بوشكين
تمثال الشاعر الروسي الكبير يقام في مختلف دول العالم