تعتبر سوريا قرار لبنان بشأن عدم حضور القمة العربية قرارا أمريكيا يرمي لنسف القمة. في الوقت نفسه يعقد وزراء الخارجية العرب يوم الخميس إجتماعا لبحث جدول أعمال هذه القمة التي ستعقد يومي السبت والأحد المقبلين في دمشق.
وكانت مصر قد حذت حذو السعودية وقررت خفض تمثيلها في القمة الى مستوى وزير دولة.
ويبدو أن الأزمة اللبنانية المستمرة ،أو العقدة التي يقف وراءها شبه الغياب المصري السعودي، كانت أحد اسباب مقاطعة الحكومة اللبنانية للقمة ، لأن قوى الموالاة في بيروت حملت دمشق مسؤولية عدم إنتخاب الرئيس الجديد.
ان هذه المسؤولية التي يتردد الحديث عنها مصريا وسعوديا ، همسا ووراء الكواليس،تبرز في العلن بمطالبة سوريا بممارسة دور فاعل في لبنان القصد منه إنجاح المبادرة العربية، عبر إنتخاب الرئيس اللبناني،والآلية المطلوبة هي الضغط على المعارضة.
ومما لا شك فيه ان سوريا بحاجة كبيرة الى إنجاح القمة، نظرا لكونها تقع في دائرة العزل الأمريكي. وتنبثق من خلال هذا العزل عناوين الخلافات العربية، وعناوين محاور المناقشات، لتصبح القمة قمة موازين القوى العربية بتفاعلاتها الإقليمية والدولية.
ومن الواضح ان دمشق ما زالت تمتلك الوقت وهي المضيفة للقمة، والرد على الموقفين المصري ما زال مكبوتا. أما بشأن مقاطعة لبنان فيقول وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن واشنطن وراء هذا القرار ،والهدف هو نسف القمة.
وتحضر ايران دائما في اثناء الحديث عن موازين القوى العربية، وكذلك تحالفها مع سوريا وحزب الله وحركة حماس، وبالمقابل يواجهها ما يُسمى بمحور الإعتدال السعودي المصري والإماراتي والأردني.
ويطالب من يوصف بالمعتدلين دمشق بتخفيف روابط تحالفها مع طهران، ولم تخف القيادة السورية ان مطلب تغيير موقفها يعني تقليم أظافرها وسحب أوراقها الإقليمية بالمجان.
ومما يجدر ذكره أنه قبل غزو العراق كان المثلث السوري المصري السعودي يشكل قاطرة العمل العربي المشترك، وجاء إغتيال رفيق الحريري ليعيد صياغة التحالفات والموازين العربية.
قمة الخلافات بين أهل البيت الواحد ،هل ستتوصل الى لغة جديدة في بيت تعددت فيه لسانيات سياسته وطموحاته؟.