خرج تتار جمهورية القرم، ذات الحكم الذاتي في أوكرانيا‘ بتظاهرة حاشدة امام مبنى السوفيت الاعلى في القرم طالبوا خلالها بتملكيهم الاراضي مجانا من اجل بناء المساكن ، وبدولة مستقلة أسوة بالكوسوفيين، مما يشكل تداعيا خطيرا، حذرت منه روسيا.
ويطالب تتار شبه جزيرة القرم بإعطائهم ألاراضي وبالاخص على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم و في ضواحي العاصمة سيمفروبل. ومع ان الإحتجاجات استمرت لأكثر من اسبوع، إلا أنها تفاقمت والمطالبة أصبحت ليست المطالبة بقطع الأرض إنما بدولة مستقلة.
ويقول أحد المواطنين حول هذا الموضوع: " شعبنا يحلم بوطنه. نحن موجودون فيه وننتمى إليه ،بالرغم من الإدعاءات بأننا رحلنا من هنا بإرادتنا في يوم ما.. هذه أرضنا".
ويبدو ان الأمر لايتعلق فقط بالحصول على قطعة من الأرض، فخلال الخمسة عشر عاما الماضية خُصص لتتار إقليم شبه جزيرة القرم 40 هكتارا، أما الان فأصبحت هذه المنطقة تضم حوالي 300 قرية تتارية.
وترفض السلطات الرسمية هذه المطالب والإحتجاجات، حيث يرى المسؤولونأن احتجاجات التتار المتواصلة أخذت طابعا آخر وصل لحد المطالبة بالدولة المستقلة.
ويقول مسؤول محلي : "الكل يخشى سابقة كوسوفو في القرم وتتار القرم صرحوا أكثر من مرة، أنهم لن يتوقفوا حتى يحصلوا على دولة مستقلة". ويشكل تتار القرم نحو المليونين من أصل 48 مليون نسمة في أوكرانيا.علما ان غالبيتهم من المسلمين.
ويجدر بالذكر أن معظم التتار يعيشون في إقليم شبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا، وهم يشكلون نسبة تتجاوز 15% من عدد السكان فيما يتوزع الباقون في أقاليم أخرى مثل الدونباس المتاخم للحدود مع روسيا.
وتنص تعليمات السلطة المركزية في كييف على عدم المجاهرة بالمشكلة القومية، وذلك في الوقت الذي تتغير فيه ملامح الجزيرة بسرعة فائقة.
وفيما تحاول السلطات مقاومة حركة الإحتجاج بكل ما تملك من وسائل، فإن الحلول المؤقتة من الصعب أن تطفئ النار التي بدأ اشتعالها في طريق الحصول على الاستقلال التام.
هذا وتبرز تداعيات السابقة الخطيرة لإعلان انفصال كوسوفو من جانب واحد،بشكل أسرع وأخطر مما كان يتوقعه المحللون، وهو ما توقعته روسيا منذ البداية.