قال الرئيس الروسي المنتهية ولايته فلاديمير بوتين إن نشاطات حلف شمال الأطلسي تعطي الإنطباع أن هناك نوايا لإحلال الحلف محل منظمة الأمم المتحدة، وأكد ان السياسة الخارجية لروسيا لن تتغير في عهد خلفه دميتري ميدفيديف.
وجاءت زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الى موسكو في إطار الحوار السياسي المكثف بين موسكو وبرلين، حيث شهدت السنة المنصرمة وحدها 5 قمم روسية ألمانية تمحورت حول مختلف مجالات التعاون بين البلدين.
وتعتبر ألمانيا أكبر شريك تجاري لروسيا ومصدرا هاما للاستثمارات في الاقتصاد الروسي . كما ستنتقل العلاقات الروسية الألمانية من مستوى التبادل التجاري إلى التعاون في مجالات البحث العلمي وتطوير التكنولوجيات المتقدمة والمشاريع الإنتاجية بما في ذلك الطاقة والفضاء والطيران ووسائط النقل والإتصالات.
ويعتبر مشروع السيل الجنوبي الذي سينقل الغاز الروسي عبر البحر إلى أوروبا أكبر مؤشر للعلاقات الإستراتيجية بين روسيا وألمانيا. وهو من أهم المشاريع التي توفر أمن الطاقة في أوروبا،والذي أكد الرئيس بوتين أنه سينفذ حسب الجدول الزمني المُتفق عليه.
ويلعب فريق عمل على مستوى الاعضاء الرئيسيين في حكومتي البلدين دورا خاصا فى تعزيز التعاون الروسي الالماني ويتابع القضايا الاستراتيجية للتعاون الاقتصادي والمالي كما يساهم منتدى "حوار بطرسبورغ" في تعزيز الحوار الروسي الالماني.
ولم تمنع الإختلافات في المواقف الروسية الألمانية حول بعض القضايا الدولية من ان يكون الحوار دائما هادئا بين البلدين.
فبالنسبة لأزمة كوسوفو كانت ألمانيا من أوائل الدول التي اعترفت بإنفصال الإقليم بينما ترى روسيا أنها ستعترف بالإقليم في حال إعتراف صربيا به تأكيدا على الإلتزام بالشرعية الدولية.
وفي موضوع خلافي آخر،شدّد بوتين ايضا على أن الدول التي ترغب في الانضمام إلى حلف الناتو يجب ان تحصل على موافقة مواطنيها مسبقا.
من جهة اخرى حملت زيارة أنجيلا ميركل أهمية أخرى إذ أنها أول لقاء لدميتري مدفيديف عقب فوزه في الإنتخابات الرئاسية مع مسؤول غربي رفيع المستوى حيث أكد الطرفان أن العلاقات بين البلدين ستتواصل على نفس الوتيرة.