حذرت الإدارة الأمريكية بلغراد من مغبة محاولة تقسيم إقليم كوسوفو، أو إعلان الأقلية الصربية فيه انفصالَها عن الإقليم. في حين تستمر البعثة الأوروبية العاملة هناك في إنشاء مؤسسات الإقليم، الذي أعلنت الأقلية الألبانية فيه انفصالَها عن صربيا.
لكن هذه الطبيعة الهادئة ظاهريا التي تبعث على الطمأنينة لا تعكس حال الإقليم المحتضن لها، فالهدوء يقابله اضطراب في الوضع الأمني. والإطمئنان ليس بالمصطلح الذي يعبر عن حالة القلق و الإحتقان و القهر التي تعاني منها الأقلية الصربية هناك.
وتشعر الأقلية هناك بأنها تنتزع من وطنها الأم بشكل منظم و قسري، وأن صوت غضبها ومرارتها غير مكترث به مهما حاولت رفعه. فالبعثة القضائية الأوروبية تضع اللمسات الأخيرة لإنشاء هيكلية دولة لم تحظ باعتراف أممي، وقوات "الكيفور" وعناصر البعثة الأوروبية الأمنية انتشرت في كل مكان، و أقامت الحواجز على الطرقات، مما حدا بالضباط الصرب في شرطة الإقليم إلى تعليق خدمتهم فيها.
وأفاد ستويان ديتش الضابط الصربي في شرطة كوسوفو قائلا بهذا الصدد: " منذ إعلان الإستقلال أصبح ينظر إلينا نحن الصرب على أننا لا ننتمي إلى هذه الأرض، و أننا خونة ونوالي بلدا اجنبيا لهذا علقنا خدماتنا الأمنية ".
وقد عبرت روسيا في مجلس الأمن عن استيائها من نشر البعثة الأوروبية في كوسوفو، معتبرة هذا الإجراء غير قانوني.
وقال المندوب الروسي الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة فيتالي تشوركن: " ان ما يسمى بالبعثة الأوروبية التي يتم نشرها هناك غير قانونية، ومخالقة للقرار 1244. وعلى قوات "الكيفور هناك ألا تتجاوز دورها و صلاحيتها. وهذه ليست وجهة نظر روسية فقط ... بل إنها وجهة نظر الأغلبية في المجلس ".
وأضاف تشوركين أن ملف الإقليم سيبقى دائما شأنا أمميا، مهما حاولت بعض القوى الأوروبية تحويله إلى ملف يبت فيه في بروكسل.
ويرى المراقبون ان هذه الدبلوماسية يقابلها فرض الامر الواقع على الأرض على الطريقة الإسرائيلية، فهل سيمضي مستقبل هذا الملف في مسار قضية الشرق الأوسط ويبقى مستعصيا على كل الحلول و لعقود طويلة من الزمن، أم أن الظروف و المعطيات والتوازنات هنا مختلفة كل الإختلاف؟