وقال مسؤولان رفيعان في هيئة الامم المتحدة إن تدهور الاوضاع الانسانية في المناطق الفلسطينية يُقوض بشكل كبير محادثات السلام بين الفلسطينين والاسرائيليين التي استؤنفت في اواخر العام الماضي.
وقد حاول المعنيون بالعملية السلمية الإجابة عن السؤال المطروح حول ما هي فرص تحقيق السلام بين الفلسطينين والاسرائيليين وفقا لنهج مؤتمر انابوليس ؟
فقد شكك رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في إمكانية التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين في نهاية العام مخالفا ارادة الرئيس الأميركي جورج بوش، حيث قال : " لست واثقا باننا سنتوصل الى اتفاق سلام هذا العام لكننا بالتاكيد سنفعل ما بوسعنا لتحقيق خطوة عملاقة نحو الامام لانهاء الصراع التاريخي بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني".
أما الخطوة العملاقة التي يطمح اليها أولمرت، فقد بقيت في سره. لكن تشكيكه بشأن التوصل الى اتفاق سلام لم يأت من فراغ. فحتى الان لا تزال قضايا الوضع النهائي المتمثلة بالحدود والقدس واللاجئين مستبعدة من اي تفاوض فلسطيني اسرائيلي في حين تقتصر المفاوضات الثنائية على المسائل المعيشية كالمياه والاقتصاد .
من جانب آخر حاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس اختراق الحصار المفروض على قطاع غزة عبر تمييع الذرائع الاسرائيلية، إذ قال : " هناك اسباب تتذرع بها اسرائيل وهي الصواريخ التي يجب ان تتوقف .. حتى نسحب الذرائع.. حتى توقف اسرائيل حصارها".
وربما يدرك الرئيس الفلسطيني ان الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، يؤثر بشكل او بآخر على مساعيه لاقامة دولة بطرف مبتور.
أما مساعد الامين العام لهيئة الامم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز فقد قال ان الوضع في قطاع غزة بات يشكل ثالث اكبر مشكلة انسانية في العالم بعد دارفور والكونغو الديمقراطية.
واضاف بانه ايا كان حجم الاستفزاز الذي تشكله الصواريخ الفلسطينية، فانه لايبرر لاسرائيل عزلها للقطاع الذي وصل الى حد العقاب الجماعي.