مباشر

نمو تأثير روسيا لن يشكل خطراً على البلدان الأخرى

تابعوا RT على
أكد النائب الاول لرئيس الحكومة الروسية سيرغي إيفانوف أن نمو تأثير روسيا في العالم لن يصبح نموا لخطرها على البلدان الأخرى، وطرح مبادرة جديدة حول منع عسكرة الفضاء، جاد ذلك في كلمة ألقاها أمام المشاركين في مؤتمر الامن بميونيخ.

أكد النائب الاول لرئيس الحكومة الروسية سيرغي إيفانوف أن نمو تأثير روسيا في العالم لن يصبح نموا لخطرها على البلدان الأخرى، وطرح مبادرة جديدة حول منع عسكرة الفضاء،  جاد ذلك في كلمة ألقاها أمام المشاركين في مؤتمر الامن بميونيخ.
الطاقات الكامنة لروسيا الإتحادية

وحسب قول إيفانوف فإن روسيا يجب أن تدخل بحلول عام 2020 ضمن الدول الخمس البارزة في العالم بالنسبة لمستوى إجمالي الدخل القومي حيث سيتجاوز متوسط دخل الفرد بروسيا     30000 دولار في العام.
وذكّر إيفانوف أن المنتوج الداخلي الروسي قد ارتفع خلال 9 سنوات بنسبة 80 % اي اكثر بضعفين تقريبا من متوسط المؤشر العالمي 46,4 %. كما  يزداد اقبال المستثمرين الأجانب على توظيف أموالهم في روسيا، وبالمقارنة مع عام 2006 كان التدفق الصافي لرؤوس الاموال الأجنبية في العام الماضي قد ازداد مرتين وبلغ 82,3 مليار دولار كما أن الإستثمارات المباشرة قد شكّلت 3,3% من إجمالي الدخل القومي.
وفي الوقت نفسه دعا إيفانوف الغرب إلى عدم التخوف من نمو الإقتصاد الروسي  وقال إن روسيا إذ تصبح أكثر ثراء لن تبدأ تشكّل خطراً كبيراً على أمن الدول الاخرى ولكن تأثير ها على العمليات الجارية في العالم سوف يزداد باطّراد، خاصة وأنه جرت العادة خلال العقود الماضية على تناول العديد من قضايا العالم المعاصر من خلال علاقات موسكو وواشنطن.
روسيا وأمريكا في ضوء التعددية القطبية
ويرى إيفانوف أن تحمّل موسكو وواشنطن منذ وقت طويل مسؤولية خاصة عن مصائر العالم، من شأنه أن يصبح عاملا موحدا للبلدين. ولكنه أكد قائلا "أن التعددية القطبية الآخذة في النمو وكذلك تنوع المخاطر يدفعنا إلى إستخلاص إستنتاج مفاده أن حل قضايا الإستقرار الإستراتيجي لايمكن ان يبقى بعد الآن محصورا ضمن علاقات الدولتين".

وحسب اعتقاد إيفانوف  فإنه ينبغي إشراك كافة الدول وليس روسيا والولايات المتحدة فقط  في بحث قضايا منظومة الدرع الصاروخية. وأضاف إيفانوف قائلا:" آن الأوان موضوعيا لتوسيع قضايا الاستقرار الاستراتيجي وفتحها امام كل الدول الرئيسية في العالم المهتمة بالأعمال المشتركة من أجل ضمان الامن الشامل. في ذلك بالذات يكمن مضمون اقتراحاتنا  المتعلقة بمجال الدفاع المضاد للصواريخ والصواريخ المتوسطة والقريبة المدى".

واستطرد قائلا :" يوجد في العالم حاليا عدة دول نووية كما انه هناك بلدانا كثيرة اخرى ذات قدرات صاروخية كبيرة. وينبغي على هذه الدول جميعها وليس على روسيا والولايات المتحدة وحدها ان تدرك مقدار المسؤولية الملقاة عليها فيما يتعلق بضمان الاستقرار الاستراتيجي".
واشار ايفانوف الى ان نظام الرقابة الحالي على عدم انتشار الاسلحة النووية ليس مرضياً. فثمة مئات من الانتهاكات في هذا المجال، كما أن الانتشار لا يزال مستمراً. ولذلك على الولايات المتحدة وروسيا العمل من اجل وضع قواعد جديدة اكثر صرامة لكي تصبح اسلحة الدمار الشامل والتقنيات الصاروخية تحت رقابة مضمونة.

ويرى ايفانوف انه ينبغي ان تشارك في هذه العملية، بالدرجة الاولى، الدول التي تخلت من تلقاء نفسها عن امتلاك اسلحة الدمار الشامل ولها دور مشهود في قضية النضال من اجل عالم آمن غير نووي. وحسب اعتقاده فان الدور الروسي الامريكي في هذا المجال سيحتفظ مع ذلك موضوعيا باهميته.

هذا يتعلق، قبل كل شيء، بالرقابة على الاسلحة الهجومية الاستراتيجية. واقترح ايفانوف انشاء نظام بديل يمكن التكهن به في ميدان الاسلحة الاستراتيجية الهجومية.

ويرى ايفانوف ان النظام الجديد ينبغي ان يضمن الى اقصى حد امكانية التكهن في هذا المجال الهام حيويا بالنسبة للبشرية جمعاء.

ومن المهم للغاية ان يكون لبنود واحكام هذا النظام طابع الزامي لكي تكون لدى روسيا والولايات المحدة امكانية فعلية، مع مرور الوقت، لنقل الرقابة على الاسلحة النووية وعلمية تقليصها المنهجي الى أساس متعدد الاطراف.

وأضاف قائلاً هذا هو بالذات ميدان العلاقات الدولية حيث ليس بوسع روسيا والولايات المتحدة ان تظهرا الزعامة فحسب بل وانهما ملزمان بذلك.

الفضاء المنزوع السلاح

واعلن ايفانوف بان روسيا تعكف على اعداد مشروع معاهدة حول منع عسكرة الفضاء، وقال "آمل اننا سنجد لغة مشتركة في مسائل منع عسكرة الفضاء". وستقدم روسيا خلال الايام القريبة القادمة مشروع المعاهدة المذكورة لبحثه في مؤتمر نزع السلاح.

ورحب ايفانوف بالجهود التي تبذلها روسيا وامريكا من اجل ضم كافة البلدان لمبادرتهما الشاملة الخاصة بمكافحة اعمال الارهاب النووي. وطرحهما للمبادرة الجديدة المشتركة في ميدان الطاقة النووية والمصدق عليها في كيني بانك بورت.

وفي الوقت نفسه اعرب ايفانوف عن اسفه من عدم توصل روسيا والولايات المتحدة حتى الآن الى اتفاق بخصوص تحديد مفهوم الارهاب. اذ تسعى بعض الدول الى تحقيق مصالحها الخاصة تحت ذريعة مكافحة الارهاب. ويعتبر الارهاب اليوم العدو الرئيسي للبشرية المتحضرة جمعاء.

 واستطرد ايفانوف قائلاً: "لن ننطلق الى الامام قبل ان نصل الى قواعد واضحة مقبولة من الجميع للتعاون في القضايا الدولية. فالتجربة تدل على أنه من العبث  بدون ذلك الحديث عن تطابق الاهداف الاستراتيجية والخلافات ذات الطابع التكتيكي".

الامن الاوروبي

واعرب ايفانوف عن اعتقاده الراسخ بان استخدام التركة الروسية الامريكية الاستراتيجية كمادة لانشاء منظومة مشتركة ومفتوحة للامن الجماعي بما في ذلك باوروبا يعد بديلا معقولا للتخريب الاحادي الجانب للامكانيات المتوفرة لدينا.

واختتم ايفانوف كلمته قائلاً ان سياسة روسيا ازاء منظمة الامن والتعاون الاوروبي والمجلس الاوروبي والمؤسسات المتعددة الجوانب مثل معاهدة الاسلحة التقليدية في اوروبا ليست موجهة نحو تعزيز امن دول على حساب امن دول اخرى.

ويأمل ايفانوف "ان تتيح الجهود المشتركة الخاصة بصياغة استراتيجيا دولية خاصَّة بالتوزيع الفعال والمثمر لقدراتنا المتوفرة وجعل العالم المحيط اكثر امناًً واستقرارا"ً.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا