أجرت الغواصة النووية الروسية "تولا"، التابعة لأسطول الشمال تجربة إطلاق ناجحة لصاروخ باليستي من قاع بحر بارينت، وذلك في إطار الاختبار الدوري لجاهزية القوات الاستراتيجية النووية البحرية.كما دخلت نطاق الخدمة أمس الأحد كتيبة جديدة من الصواريخ الاستراتيجية "توبل إم" المنصوبة على منصات متنقلة.
تتزامن التحركات العسكرية الروسية مع احتفال القوات المسلحة الروسية بالذكرى 48 لتأسيسِ قوات الصواريخ الاستراتيجية.
ظهرت في الإتحاد السوفيتي قوات الصواريخ الاستراتيجية كصنف مستقل عن القوات المسلحة وذلك في 17 ديسمبر/ كانون الاول من عام 1959، وأعتبر هذا حدثا مهما في ذلك الوقت. ويبلغ عدد افراد هذا السلاح حاليا نحو 120 الفا.
وقد واصل هذا السلاح على الدوام تعزيز صفوفه عبر استيعاب منظومات جديدة بخصائص افضل وقدرات قتالية اعلى بهدف الحفاظ على قدرة ردع نووي تضمن امن روسيا القومي والمحافظة على التوازن النووي في العالم.
معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة المدى وما تلاها من اتفاقيات تخفيض اعداد الاسلحة الاستراتيجية الهجومية، ادت الى تقليص قوات الصواريخ الاستراتيجية، ما دفعها الى البدء بعملية استبدال صواريخها القديمة بأخرى جديدة اكثر تطورا مثل منظومة "توبل ام" التي لامثيل لها في العالم من حيث المواصفات القتالية الفريدة.
ويمكن اطلاق صاروخ "توبل ام" من تحت الارض او من منصات متحركة. ويتميز هذا الصاروخ بسرعة تحليق عالية وقدرة على تغيير مساره، ما يجعل من المستحيل على العدو تتبعه.
وقد تم تصميمه ليكون قادرا على اختراق اي منظومة مضادة للصواريخ في العالم بما في ذلك الدرع الصاروخية التي تعتزم الولايات المتحدة نشرها في اوروبا.
يقول قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية الفريق اول نيكولاي سولوفتسوف :
"ان روسيا ستدافع عن مصالحها بكل الطرق السياسية والدبلوماسية وعند الضرورة ستستخدم امكانياتنا العسكرية ايضا".
تملك قوات الصواريخ الاستراتيجية 3 جيوش تنقسم الى عدة فرق صاروخية بالاضافة الى عدد من المعاهد التدريبية. وتقوم دوريا بعمليات اطلاق اختباري للتأكد من قدرات الصواريخ وكفاءة طواقمها. وتتمتع هذه القوات بدعم مؤثر من محطات الرادار بعيدة المدى والمنتشرة في مناطق عديدة على الأراضي الروسية إضافة إلى محطة غابالا الموجودة في أذربيجان.
وقد جاء اعلان الولايات المتحدة عزمها نشر عناصر من الدرع الصاروخي شرق اوروبا ليؤكد صواب قرارالقيادة الروسية حول التطوير الشامل للقوات المسلحة بما فيها هذا السلاح الذي يعتبر جزءا اساسيا في استراتيجية الدفاع الروسي.
في هذه الأثناء تجري اليابان اليوم بمشاركة الجيش الأميركي تجربة إطلاق الصاروخ الأميركي الاعتراضي المحمول بحراً "إس إم ـ 3"، والذي من المقرر أن يشكل في المستقبل القريب أحد عناصر الدرع الصاروخي الياباني .
ويذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يتم إطلاق هذا الصاروخ من خارج الأراضي الأميركية.