يبادر سكان جمهورية أوسيتيا الشمالية في روسيا، باجراء عملياتُ ترميمٍ لأحد الأبراج القديمة، كجزء من الجهود المبذولة لاحياء ارثها التاريخي والثقافي.
تقع هذه الجمهورية شمال القوقاز، في منطقة جبلية خلابة، تنتشر فيها بقايا ابراج قديمة، في حين تحاول الآن العائلات الاوسيتية اعادة ترميمها، كمحاولة للحفاظ على ارثها التاريخي. ويشير علماء الآثار المحليون الى وجود حوالى مئة برج، تم بناؤها في جبال اوسيتيا الشمالية، واقدمها يرجع تاريخه الى القرن السادس عشر.
وعلى حد تعبير الباحث البروس كانتيميروف في المتحف التاريخي، فأن هذه الابراج كانت رمزا ليس للمهارة في الفن المعماري فقط، وانما هدفاً للرفاهية ومثالاً على أهمية العائلة التي كانت تملكها في المجتمع ايضا. فكلما كان البرج ضخماً، كلما ازداد احترام الناس لصاحبه.
ويؤكد المؤرخون ان طول هذه الابراج بلغ 15 مترا، وتألفت من ثلاثة طوابق، والحقت بها مزارع صغيرة.
ففي قرية تاميسك مثلاً في أوسيتيا الشمالية، بدأ افراد عائلة أرتور تسالاغوف بترميم برج مع عدة مبان ملحقة، يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر، قد سكن فيه اجدادهم السابقون حتى القرن السابع عشر. ويقول أحد أفراد هذه العائلة أن: "الاطفال عندما يأتون الى هذا البرج للمرة اولى، يتمتعون بالنظر الى العالم حولهم من السماء الى الارض، تماماً مثل ما فعل اجدادهم في السابق. فهذه المعالم المعمارية أضافت إلى بلدهم الفخر و الشموخ، كما كانت مكان شعبياً للرقص التقليدي المحلي". ويضيف تسالاغوف أن عائلته لا تستعمل مواد بناء حديثة في عمليات الترميم الحالية لهذه الأبراج، بل تستخدم الطين المعروف منذ القدم.
عظمة الابراج القديمة في جبال اوسيتيا الشمالية تلفت الأنظار، وتخطف العقول، وعملية اعادتها الى ما كانت عليه قبل مئات السنين، تقدم لابناء هذا الجيل صورة حية عن تاريخ اجدادهم.