تعقد اللجنة المشتركة الروسية الايرانية للتعاون الاقتصادي والتجاري اجتماعا اليوم الخميس في موسكو لبحث افاق التعاون بين البلدين، في هذه الأثناء يعلن مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة بأن مجلس الأمن لن يتخذ قرارا بالعقوبات على طهران في الوقت الحاضر.
يترأس الجانب الروسي رئيس الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو، فيما يمثل الجانب الإيراني وزير الخارجية منوشهر متقي.
ويعد هذا الاجتماع الدوري هو ال 7 من نوعه لهذه اللجنة، ويضم الوفد الايراني نحو 70 شخصا من الوزارات والشركات ذات الصلة باهتمام الجانبين. وسيتم توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات تفاهم في ختام الاجتماع ، من ضمنها النفط والغاز والسكك الحديدية والقطارات والقطاع المصرفي والتبادل الثقافي والعلمي، في اجواءِ تطور ملحوظ في مستوى التنسيق بين البلدين خلال السنوات الاخيرة.
من جانبه لفت الجانب الروسي الى ان اللجنة المشتركة بين روسيا وايران لن تناقش مشروع قرار مجلس الامن الجديد بشأن فرض عقوبات ثالثة على طهران، الا ان جملة من القضايا المتعلقة ببناء محطة بوشهر الكهروذرية ستحظى باهتمام في مناقشات الجانبين، وذلك ينطلق من تأكيد موسكو الدائم على ان التعاون الروسي الايراني في المجال النووي ينسجم مع روحية معاهدة حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل، التي تنص ايضا على مساعدة الدول المالكة للتكنولوجيا النووية للدول التي لا تملك هذه التكنولوجية.
وفي السياق ذاته تأتي تصريحات المسؤولين الروس بأن الوقود النووي الروسي المخصص لمحطة بوشهر لن يتجاوز درجة تخصيب اليورانيوم، وهو المستوى الذي حققته إيران ولن يتيح لها تصنيع قنبلة نووية.
يشارايضا الى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد اكدت على عدم وجود أية ملاحظات لديها حول نوعية الوقود النووي الروسي المقرر إلى محطة بوشهر، وذلك بعد اشرافهم المباشرعليه.
ويؤكد الخبراء أن علاقات موسكو وطهران مؤهلة لان تتجه يوما بعد يوم الى مزيد من التقارب، معززة ليس فقط بارث الصلات القديمة، بل برؤية البلدين المتشابهة في الوقت الراهن تجاه كثير من القضايا الدولية والاقليمة ما يفتح آفاقا واسعة من التعاون ليس لمصلحة البلدين فحسب، وإنما لمصلحة دول المنطقة أيضا.
العقوبات الدوليةعلى طهران
على صعيد آخر أعلن مصدر دبلوماسي في الامم المتحدة ان مجلس الامن لن يتخذ قرارا بشأن فرض عقوبات ثالثة على طهران خلال هذا العام .
وقال الدبلوماسي إن هناك خلافات جدية في موضوع فرض العقوبات على ايران، حيث تدعو الولايات المتحدة ودول اوروبية لاتخاذ تدابير صارمة بحق طهران فيما ترفض روسيا والصين اتخاذ مثل هذه الاجراءات.
من جهته أكد سفير الصين الدائم لدى الامم المتحدة وانغ غوانغيا ان المناقشات لاتزال مستمرة في عواصم الدول دائمة العضوية في الامم المتحدة.
من جانبه أكد السفير البريطاني في الامم المتحدة جون سويرز عدم امكانية التوصل إلى اتفاق حول طبيعة العقوبات الجديدة التي ستفرض على إيران، ذلك لعدم توافق الأراء بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من جهة، وبين الصين وروسيا من جهة أخرى.
وإستبعد سويرز إحراز أي تقدم خلال العام الجاري في هذا الملف موضحا ان هناك خلافات جدية بين هذه الدول حول تبني أو رفض عقوبات جديدة بحق إيران.
وتفضل روسيا والصين المضي قدما بالمفاوضات مع طهران كبديل عن فرض عقوبات اضافية. هذا وأكد رئيس الوفد الايراني المفاوض علي أصغر سلطانية في اعقاب محادثات في طهران، بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسؤولي الملف النووي ان ايران أجابت عن كل ألاسئلة المتعلقة بأنشطتها النووية .وكانت هذه الاخيرة وافقت في اغسطس آب الماضي على جدول زمني للاجابة عن اسئلة الوكالة حولتلك الانشطة.
على صعيد متصل اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استعداده الذهاب الى طهران لمناقشة التعاون بخصوص الطاقة النووية اذا سمحت طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية اجراء أعمال التفتيش في منشآتها النووية.
وأضاف ساركوزي في مقابلة أجرتها معه مجلة "لو نوفيل اوبزرفاتور" الاسبوعية ان هناك خطرا حقيقيا لاندلاع حرب على خلفية الملف النووي الايراني، مرجحا أن تشن اسرائيل وليست الولايات المتحدة هجوما عسكريا ضد الجمهورية الاسلامية.
وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة الحزم والحوار مع طهران دون ان يحدد نوعية التعاون النووي الذي قال انه مستعد لدراسته مع ايران.