أعلنت موسكو أن أسطولها البحري العسكري، استأنف الإبحار في المياه الدولية للمحيطات والبحار لحماية المصالح الاستراتيجية لروسيا.
يأتي هذا الاعلان قبيل الاجتماع الذي سيُعقد في بروكسل غداً بين مجلس روسيا والناتو، على مستوى وزراء الخارجية، لمناقشة آفاق الحوار السياسي بين الجانبين حول القضايا العالقة، كمعاهدة القوات التقليدية في أوروبا والدرع الصاروخية الأميركية، والعواقب القانونية الدولية لاقتراب البنى التحية العسكرية للناتو من الحدود الروسية.
وجاء قرار روسيا استئناف الإبحار في المياه الدولية ليس صدفة، فالسفن الحربية الروسية العملاقة، كان من الممكن أن تتحول منتصف التسعينيات إلى خردة، لكنها فضلت أن ترسو إلى حين يطلب منها أن تعاود مهامها الاستراتيجية وكان لها ما أرادت. هذا وتمنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجاح هذه المهام حيث قال: "انقلوا تمنياتي بالنجاح لجميع البحارة". كما أضاف في خصوص الجاهزية البحرية قائلاً: "تحدثنا في الفترة الأخيرة عن ضرورة رفع مستوى التدريب والجاهزية القتالية وحسب علمي الأسطول الشمالي جاهز لمتابعة العمل الذي بدأ قبل عدة سنوات"
وعلى الصعيد ذاته، أكد وزير الدفاع في روسيا الاتحادية أناتولي سيرديوكوف على صحة تواجد خطة للانتشار العسكري البحري الروسي، وأفاد بأن:
"هذا صحيح من اليوم وحتى الثالث من شباط فبراير القادم ستقوم المجموعة الضاربة من سفن الأسطول الشمالي بالإبحار في شمال شرق المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط والهدف أولا تأمين التواجد العسكري في المناطق الهامة من المحيطات والبحار وثانيا توفير الشروط اللازمة لحماية السفن التجارية الروسية".
وأضاف بخصوص العمليات البحرية القادمة قائلاَ: "أثناء هذه العملية ستجرى ثلاثة عمليات تدريبية، كما ستقوم السفن بأحدى عشرة زيارة لموانئ ست دول، قاطعة خلال واحد وسبعين يوما أكثر من اثني عشر ميلا".
ويعد الأسطول الشمالي، أكثر الأساطيل العسكرية الروسية فتوة وقوة، إذ يضم أكثر من ثمانين سفينةً مقاتلة، إضافة إلى حاملة الطائرات الأدميرال كوزنيتسوف، التي انطلقت أمس برفقة سفينتين مضادتين للغواصات وسفن لتأمين الدعم التقني باتجاه البحر الأبيض المتوسط، وهناك ستنضم إليها أضخم سفن أسطول البحر الأسود الروسي، وسفينة دعم لتزويد السفن بالوقود في عرض البحر.
ويشارك في هذه الحملة سبعة وأربعون طائرة بينها عشر مروحيات وأربع عشرة طائرات استراتيجية، كانت جددت طلعات الخفارة الجوية بأمر من الرئيس بوتين في آب أغسطس الماضي بعد توقف دام خمسة عشر عاما.
كما الطائرات الاستراتيجية في الاجواء الدولية، تعود السفن العسكرية الروسية لتمخر عباب المحيطات والبحار، حيث لم يتواجد مثل هذا العدد الضخم من القطع البحرية العسكرية الروسية في مياه البحر الأبيض المتوسط منذ خمسة وعشرين عاما. اذ اقتصر ذلك التواجد على القاعدة العسكرية البحرية الوحيدة في ميناء طرطوس السوري.