دعى الرئيس الأيراني محمد أحمدي نجاد أمس الأثنين دول الخليج العربي إلى ضرورة التعاون الأمني والاستثمار بين الدول الخليجية السبع. كما سيتم مناقشة الملف النووي الأيراني في موسكو.
وفي بيان رئاسي صدر عن القمة الخليجية اليوم الثلاثاء رحب بكلمة الرئيس الإيراني، كما أعلن مجلس التعاون أن هذه الكلمة ستحظى بالدراسة اللازمة. وقد تضمن البيان الختامي الذي تلاه وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الدعوة الى تعزيز التعاون بين دول الخليج والموقف من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة. كما أكد الوزير القطري أن العلاقة مع طهران تحكمها المصلحة داعيا اياها للتعامل بالمثل مع دول المجلس.
يذكر أن نجاد لم يذكر في كلمته الملفات الساخنة في المنطقة، والتي تثير قلق ومخاوف دول الخليج ال6، كملف طهران النووي والخلاف مع الغرب بشأنه، اضافة الى الدور الايراني في العراق، بل ركز على ما وصفه بمواجهة الخطرالأجنبي، والأعداء المشتركين لايران ودول مجلس التعاون، في إشارة واضحة الى امريكا بشكل خاص.
وجاء في كلمته : "علينا أن نبذل قصارى جهدنا كي تكون المنطقة خالية من أي تأزم أو توتر، وأن نمنع نشر أي تحد وإنفلات أمني يسببه الأجانب في دولنا، ومن أجل تحقيق هذا الهدف وتطوير التعاون الأمني على كاف المستويات فإننا نقترح عقد إتفاقات أمنية وإنشاء منظمة للتعاون الأمني بين بلداننا".
من جانبه وصف أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المخاطر التي تهدد المنطقة والعالم بالشديدة ، لاسيما الازمة بين ايران والمجتمع الدولي بسبب برنامجها النووي وحشد الجيوش والأساطيل في مياه الخليج والأوضاع في العراق وفلسطين.
بالرغم من التقارب الايراني مع دول الخليج في هذا الوقت والمخاوف الامريكية منه، الا ان اسئلة كثيرة باتت تطرح حول المقترحات الايرانية وهل ستأخذ طريقها للتطبيق أم أن هناك عقبات ستقف عائقا امامها.
وجاء في تعليق لرئيس تحرير صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن عبد الباري عطوان على الموضوع : "انا في تقديري ان الاشهر ال8 القادمة حاسمة جدا في منطق الخليج، المنطقة تتجه نحو الحرب، دول الخليج في حالة قلق وفي حالة خوف من أي تداعيات للخلاف الأمريكي- الإيراني حول المفاعل النووي الإيراني".
ويرى المراقبون ان الافكار التي طرحها نجاد هدفها رفع سقف التحدي عبر الرسائل المبطنة والتي مفادها أن بلاده باتت قوة اقليمية في المنطقة.
مناقشة الملف النووي الأيراني في موسكو
من جهة أخرى ابدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقائه مع امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي اليوم الثلاثاء عن امله بشفافية البرنامج النووي الايراني.
واكد الرئيس بوتين ارتياح روسيا من تنشيط الحوار بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مشيرا في في الوقت ذاته الى ضرورة تطوير البرامج الايرانية في المجال النووي تحت اشراف الوكالة.
مقابل ذلك شدد سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي الايراني على ان العلاقات بين البلدين تدشن مرحلة تاريخية جديدة، قائلا " لحسن الحظ فان العلاقات السياسية الشراك بين بلدينا تمر بمرحلة إستراتيجية، ولدى قيادتنا ارادة سياسية أن تصبح هذه العلاقات طويلة الأمد وإستراتيجية ومتطلعة إلى المستقبل".
وكان جليلي في وقت سابق من هذا اليوم قد اجرى مباحثات مع نظيره الروسي فالينتين سوباليف حيث اشاد باهمية التعاون الاستراتيجي مع موسكو بالنسبة لبلاده، كما وناقشا المسائل المتعلقة بالملف النووي الايراني.
وقال جليلي اثناء المباحثات التي جرت وراء الابواب المغلقة ان طهران تعتبر التعاون الاستراتيجي مع موسكو امرا ضروريا بالنسبة لها.
يذكرأنه خلال إتصال هاتفي للرئيس الأمريكي جورج بوش مع الرئيس بوتين تم فيه مناقشة الملف الأيراني بين الطرفين.
تقرير أمريكي حول الملف النووي الأيراني
قال تقرير لجهاز الإستخبارات الامريكي العام إن طهران أوقفت برنامج تسلحها النووي في خريف عام 2003، لكن التقرير يتحدث من جهة أخرى عن إحتمال إستئناف إيران لهذا البرنامج لتتمكن بعد ثماني سنوات من صنع قنبلة نووية ، وذلك في خطوة قد تثير التساؤلات حول الإتهامات الأميركية لإيران وحول العقوبات الدولية التي تسعى واشنطن الى إصدار قرار جديد بشأنها.
وجاء على لسان سكرتير مجلس الأمن القومي ستيفن هادلي "بشكل عام تقديرات التقرير تشير الى أخبار جيدة، فمن جهة يؤكد التقرير ان قلقنا كان مشروعا من تطوير إيران للسلاح النووي، ومن جهة أخرى يفيد باننا حققنا تقدما يضمن ان هذا لن يحدث".
ويذكر أن جهاز الإستخبارات القومي هو ذاته كان أصدر قبل عامين تقريرا إتهم فيه إيران بالطموحات العسكرية النووية.
تقرير جاء مفاجئا في السنة الأخيرة لجورج بوش. ولكن توقيته بعد منع نشره لأكثر من شهر قد يثيرالتساؤلات عن علاقته بتطورات المنطقة الأخيرة، وحول مصير إستراتيجية إحتواء إيران.