مازال فريق العلماء والباحثين الروس باشراف من معهد الطب الاحيائي التابع لاكاديمية العلوم الروسية، يجرون بعض التجارب العلمية الفريدة، التي ستساهم في تمهيد الطريق، لاول رحلة مأهولة الى كوكب المريخ.
وخلال هذه التجربة، سيمضي عدد من طاقم للمتطوعين في موسكو داخل مجسم لمركبة فضاء تم بناؤها خصيصا، الفترة الزمنية ذاتها للرحلة الافتراضية للمريخ، وسيقوم الطاقم بكافة مهام رواد الفضاء، حيث سيتعامل مع أغلب حالات الطوارئ التي قد تنجم عن خطأ بشري او خلل في عمل المعدات.
وقد انهى ستة متطوعين روس المرحلة الأولى لهذه التجربة، التي استمرت اسبوعين، قضوها معزولين في مجسم المركبة.
أما نموذج المركبة الحقيقية، فيتألف من خمس وحدات متصلة مع بعضها، واحدة تخصص لمعيشة افراد الطاقم واخرى للمؤونة والثالثة لاجراء التجارب ورابعة للاتصالات، فيما تستخدم الاخيرة كقمرة للقيادة.
سيستغرق رواد الفضاء مئتين وخمسين يوما للوصول الى المريخ، وقضاء فترة لاستكشافه، ومن ثم العودة الى الارض. وهذا ما يؤكد عليه العالم ومدير مشروع "المريخ 500" فيكتور بارانوف بقوله: "اعتقد ان خمسمائة وعشرين يوما فترة كافية لفحص عمل الاجهزة وتقييم حالة الطاقم والدعم الطبي الضروري خلال الرحلة نحو المريخ".
يبعد ذلك الكوكب حوالي ستة وخمسين مليون كيلومتر عن الارض. لذلك سيكون من المستحيل تقديم اي مساعدة مباشرة خلال تلك الرحلة. و هذا ما يدفع إلى تدريب المتطوعين جيداً خلال التجربة، و وعن ذلك يفيد المسؤول الفني عن مشروع "المريخ 500" يفغيني ديمين بأنه:
"عندما كنا نستعد لاجراء التجربة اخذنا بالاعتبار اختلافها الجوهري عن الرحلات العادية الى المدار".