لقي مؤتمر أنابوليس ردود أفعال مختلفة في عدد من المناطق. فقد شهدت الاراضي الفلسطينية عددا من المظاهرات شارك فيها الالاف، للتنديد بمشاركة الوفد الفلسطيني في مؤتمر انابوليس.
في الوقت الذي انطلقت فيه اعمال مؤتمر انابوليس لتعلن بدء محادثات الحل النهائي، الذي سيؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية، كانت الضفة الغربية وقطاع غزة يشهدان تظاهرات احتجاجية على المؤتمر ومشاركة الوفد الفلسطيني فيه.
ففي مدينة الخليل في الضفة الغربية قتل شخص برصاص قوات الامن الفلسطينية عندما اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة.
وفي غزة شارك عشرات الالاف من الفلسطينيين في مظاهرات نظمتها حركة حماس ، حيث ندد المتظاهرون بمؤتمر انابوليس ونتائجه ووصفوا الرئيس محمود عباس بالخائن لقبوله بوجود اسرائيل ومحاولته بدء محادثات لانشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة فقط.
في حين اعلن رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية ان ابناء الشعب الفلسطيني لديهم كل المبرارات في رفض المؤتمر. وقال " ان الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة لهم كل المبرر في رفض هذا المؤتمر، وما سينجم عنه وأن أي تنازلات يقدمها الوفد الفلسطيني المشارك في المؤتمرتمس الحقوق والثوابت لا تلزم شعبنا الفلسطيني بشيء".
وبمقابل هذه التظاهرات اشاد فلسطينيون مؤيدون للرئيس عباس بقوته وسعيه الى السلام واقامة الدولة الفلسطينية.
ويجدر القول أن ما سيواجه الرئيس عباس في محادثات الحل النهائي التي اطلقها مؤتمر انابوليس، هو الانقسام الداخلي الفلسطيني، وسيطرة حماس على غزة ، بالاضافة الى الشكوك بجدية الجانب الاسرائيلي في السلام. فهل سيستطيع فريق الرئيس الفلسطيني تذليل كل هذه العوائق ليصل الى السلام المنشود في نهاية عام 2008.
ردود الفعل الإسرائيلية
على صعيد متصل نقل مراسل قناة روسيا اليوم من القدس عن المعلق السياسي ماركوس من صحيفة "آرتس" الإسرائيلية قوله، بأنه لم يعد أمام إسرائيل أي مجال للمماطلة، وعليها أن تبدأ خطوات حقيقية من أجل التوصل إلى إتفاق سلام مع الفلسطينيين. وأن أنابوليس تشكل بداية مرحلة جديدة مبنية على أساس التبادلية المتزامنة بين أسرائيل والسلطة الفلسطينية، بعكس ما كانت تطالب به إسرائيل في الماضي، وذلك عندما كانت تلقي بوزر التنفيذ على الجانب الفلسطيني فقط دون أن تشترك بهذه العملية.
ونقل المراسل عن صحيفة "يداعوت أحرنوت" بانها بدت متفائلة، إذ اعتبرمعلقها السياسي نحوم برنية ان المؤتمر يشكل أمكانية للتواصل خلال العام القادم. ألا أنه قال أن المعجزة فقط قادرة على مثل هذه التسوية خلال سنة. أما صحيفة "معاريت" فكانت أكثر حذرا حينما قالت أن عام 2008 سيكون عام التجربة، بحسب ما جاء في حوار المراسل.
في حين اعتبر الشارع الإسرائيلي، كما قال المراسل، أن ما حدث في أنابوليس فلم هوليوودي طويل، قام بإخراجه الرئيس بوش. وأن هذا الشارع يحتاج إلى بعض الوقت لإدراك أن ماشاهدوه بالأمس سيتحول إلى واقع ملموس خلال الأشهر القريبة القادمة.
ردود الفعل المصرية
أما مراسل قناة روسيا اليوم في القاهرة فقد تحدث عن إنقسام في الشارع المصري بين مؤيد ومعارض للمؤتمر، إلا إن الغالبية العظمى ترجح فشله، فرجل الشارع يرى أن إسرائيل قد إستنفذت كل الفرص المتاحة لها لإقامة سلام شامل مع الفلسطينيين والدول العربية. ويرى كثير من المصريين أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل لا ياتي بنفع على العرب. إلا أنه من جهه أخرى يرى البعض أن مؤتمر أنابوليس ربما يأتي بجديد، تجاه حل نهائي بين طرفي النزاع، خصوصا وأن هناك مشاركة من عدد من الدول العربية بالإضافة الى الجامعة العربية.
وأضاف المراسل أن مظاهرتين حاشدتين نظمتا في جامعة القاهرة تنديدا بمؤتمر أنابوليس. بينما يرى جماعة الأخوان المسلمين أن هذا المؤتمر فرصة لأمريكا لاستغلال الوضع، ومحاولة تضييع الحق الفلسطيني.
أما الصحف المصرية بحسبما أكد المراسل فلم تتوقع الكثير من هذا المؤتمر، فعلى سبيل المثال كتبت صحيفة "الجمهورية" ان الرئيس بوش الذي وقع أمس إتفاقا مع الحكومة العراقية ببقاء القوات الأمريكية في العراق، لن ينهي الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وقللت صحيفة "الأهرام" من نتائج أنابوليس. كما أجرت صحيفة "الوفد" استفتاءا شعبيا كانت نتيجته أن 84% يتوقعون فشل المؤتمر مقابل 4% يرجحون نجاحه.