يتابع سكان هضبة الجولان باهتمام بالغ ما سيؤول اليه مؤتمر السلام الدولي في انابوليس، وسط رهان ان يحمل معه تغييرات تعيد عقارب الساعة الى الوراء.
مرتفعات الجولان، فصل اخر بعد فلسطين في قاموس الصراع العربي الاسرائيلي، وشرارة اضافية ترفع من وقت لاخر منسوب التوتر في الشرق الاوسط.
هضبة الجولان الاستراتيجية الساحرة التي تختزن في باطنها ثروة مائية هائلة، إحتلت من قبل إسرائيل خلال حرب الايام الستة عام1967، وضمتها الدولة العبرية بقرار من الكنيست عام 1981، رغم عدم الاعتراف الدولي بهذه الخطوة.
صعدت قضية الجولان الى السطح مجددا بعدما اعلنت سوريا مشاركتها في مؤتمر أنابوليس للسلام، اثر موافقة الولايات المتحدة على إدراجها على جدول أعمال المؤتمر الى جانب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
اسرائيل رحبت بقرار دمشق ورأت عبر كبار مسؤوليها، ان هذه الخطوة ستعطي امكانيات اضافية لتسوية السلام في المنطقة.
اما الاسرائيليون القاطنون في الجولان فبدوا متسلحين بشعارات رنانة لطالما تغنوا بها. تعبر مواطنة إسرائيلية عن ذلك بقولها : " اظن ان القتال من اجل الارض لا معنى له لانه يجب ان يوجد في العالم اراضٍ كافية للجميع للعيش السلمي".
ولان ابناء هضبة الجولان اصحاب الشان، فهم يتابعون عن كثب مجريات الامور في انابوليس، وهم يتطلعون الى ملاقاة احبائهم. اذ ان مئات العائلات العربية انفصلت قسريا منذ عام 1967، قبل ان تتيح السلطات الاسرائيلية فرصة لسكان الهضبة الحصول على الجنسية الاسرائيلية، وهو ما قوبل بالرفض من غالبيتهم.
يقول أحد المواطنين السوريين من أبناء الجولان : " سوريا وطننا، ولدينا أقارب هناك، أعمامي اللذين لا أعرفهم في سوريا، نريد أن يلتئم الشمل".
ويفيد مواطن آخر:
" نأمل أن يحل الصراع العربي الإسرائيلي، وفي مقدمته الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فعندما يحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيكون هناك مجال لحل بقية الصراعات في المنطقة".
وكانت قضية الجولان قد حضرت بشكل علني لاخر مرة خلال المباحثات السلمية بين اسرائيل وسوريا عام 2000 في ولاية فيرجينيا الامريكية، دون ان يسفر ذلك عن اي نتائج ملموسة. فهل سيحمل مؤتمر انابوليس بريق امل يعيد الجولان الى سابق عهده.