عقد اليوم في العاصمة التركمانستانية عشق اباد اجتماعاً ضم كل من رئيس الحكومة الروسية فيكتور زوبكوف و الرئيس التركماني قربان كلي بردي محمدوف، وناقش الطرفان العلاقات الثنائية ودور كل من روسيا وتركمانستان في تطوير التعاون بين بلدان رابطة الدول المستقلة، كما بحثا جدول أعمال الاجتماع التي سيعقد بين البلدين غداً الجمعة و في نفس المدينة، حيث سيكون على راس جدوله ملف نقل غاز بحر قزوين.
مع بدء اعمال القمة التي تعقد على مستوى رؤساء حكومات بلدان رابطة الدول المستقلة اليوم الخميس، اعلنت الخارجية الروسية ان مشروع انابيب نقل النفط والغاز يجب ان يستند الى المنافع المتبادلة وليس الى الحسابات السياسية، و أن روسيا مع شركائها في اسيا الوسطى السوفياتية سابقا تؤكد على الحيوية و المنفعة الاقتصادية للمصدرين والمستهلكين على حد سواء من جراء تنفيذ هذه المشروع الذي تستعد اكثر من ثلاثين شركة اجنبية للمساهمة فيه فيما تسعى اطراف دولية اخرى الى تغيير مساراته لاعتبارات جيوسياسية.
كما تدعو موسكو الى عدم تسييس موضوع خطوط انابيب نقل الغاز من اسيا الوسطى الى بلدان اوربا، فيما تتوقع بعض المصادر توقيع اتفاق بين روسيا وتركمانيا وكازاخستان حول انبوب غاز بحر قزوين، قبل نهاية العام الجاري.
على صعيد متصل استبعد قسطنطين سيميونوف مدير صندوق امن الطاقة الروسي الوصول الى اتفاق بشأن مشروع نقل الغاز مع تركمانيا وكازاخستان بقوله: "يدور الصراع على مصادر الطاقة في بحر قزوين منذ عقود. وليس سرا انه ليس في مصلحة روسيا نقل النفط والغاز من هذه المنطقة الغنية عبر جورجيا وحتى ميناء جيهان في تركيا الى اوربا بالالتفاف على الاراضي الروسية الامر الذي يفسر الجهود المكثفة التي تبذلها موسكو لتنفيذ مشروع نقل الغاز مع تركمانيا وكازاخستان مع انني استبعد الوصول الى اتفاق سريع قبل رصد الاموال اللازمة".
هذا و تتفق تركمانيا وكازاخستان مع روسيا على ان خط انبوب الغاز اسيا الوسطى المركز الذي شيده الاتحاد السوفياتي في ستينات القرن الماضي، يشكل اساسا لنقل غاز بحر قزوين الى اوربا بزيادة السعة والطول ليستوعب حاجات بلدان اوربا من اللهب الازرق. وفي هذا الصدد أكد قسطنطين سيميونوف:
"تعتقد بعض الدوائر الغربية ، ان ابعاد روسيا عن مشروع نقل الغاز من بحر قزوين سيحقق للقارة الاوربية فوائد مالية. واقع الامر فان مرور انابيب نقل الغاز عبر الاراضي الروسية يمثل ضمانة لتدفقه بكلفة اقل وبعيدا عن الهزات السياسية والاقتصادية التي تعيشها بصورة دورية بلدان اسيا الوسطى والقوقاز".