أدى انخراط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حملةِ الانتخابات البرلمانية و لقاءه بأنصاره الشباب و كلمته التي ألقاها أمام حشد كبير من أنصاره في موسكو كرئيسا لقائمة حزب روسيا الموحدة إلى ازدياد حظوظ هذا الحزب بنسبة 50% على اقل تقدير و إلى رفع حرارة الحملة الانتخابية الباردة إلى أقصى درجاتها. سيما وانها ستجري في الثاني من ديسمبر/كانون الاول القادم.
فهذه أول إطلالة جماهيرية من هذه النوع لبوتين وأول مشاركة في حملة انتخابية لرئيس كان فاز في ولايتين سابقتين دون معارك انتخابية معتمدا على رصيده وانجازاته. فشق بوتين طريقه كمن يدخل حلبة المنافسة بين الحشود الشابة التي تجمعت في أضخم ملاعب موسكو لتؤيد في شخصه حزب روسيا الموحدة الباحث عن أغلبية مطلقة في البرلمان الروسي القادم تمكنه من متابعة نهجه. وألقى الرئيس كلمة امام الحشود قال فيها: "كما تعلمون أنا لم أشارك سابقا في حملات سياسية من هذه النوع معتبر أن مهمة الرئيس يجب أن ترتبط بتأديته واجباته المباشرة ويجب أن لاتكون مادة للدعاية السياسية والتي أقول بصراحة إنها قليلا ماتعجبي . كما ان حزب روسيا الموحدة لم يرقى بعد ليكون أداة سياسية مثالية وعليه فعل الكثير للارتقاء بعمله . ومع ذلك وافقت على ترأس قائمته بقناعة معتبرا أنني بذلك استطيع المساعدة في تشكيل سلطة تشريعية لها ثقلها".
واضاف بوتين أن الأشهر القريبة القادمة ستشهد تجديدا كليا لسلطة الدولة، كما ذكر بإنجازاته التي ماكانت لتتم بهذه السرعة لولا الاستقرار السياسي ووجود برلمان قادر على تبني القرارات ومشروعات القوانين بسرعة وفعالية وهو يريد اليوم ان يحافظ على هذا حين قال: " تكمن المهمة اليوم في الحفاظ على تعاقبية نهج الاستقرار والتنمية الثابة وحماية المستوى المعيشي المتنامي وأمن الوطن من المخاطر والتقلبات السياسية ".
أما المخاطر التي يتحدث عنها بوتين فهي ماثلة للعيان وتغذيها برأيه بعض القوى والدول الخارجية التي تريد لروسيا ان تكون ضعيفة، مريضة ومفككة. وأدلى الرئيس برأيه في هذا الصدد: "مع الأسف هناك الكثير في الداخل ممن يقتات على فطائس ومخلفات السفارات الأجنبية والممثليات الدبلوماسية معولا على دعم الصناديق والحكومات الخارجية لا على دعم شعبه".
بوتين اعتبر أن منتقديه اليوم هم اولئك الذين اسهموا في انهيار الاتحاد السوفيتي وباعوا خيرات روسيا لحيتان المال خلال التسعينات، و أن هؤلاء لم يغادروا المسرح السياسي و اسماءهم في قوائم مرشحي وممولي بعض الأحزاب و هم مايزالون يريدون الثأر والعودة إلى السلطة ومجالات النفوذ وترميم نظام حيتان المال القائم على الفساد والكذب.