طغت أجواء التشاؤم على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في جو يسود الغموض فيه لمصير الجلسة النيابية المقررة غدا الأربعاء لإنتخاب رئيس لبناني جديد. وفي هذا السياق تكثفت التحركات العربية بموازاة الجهود الفرنسية بغية التوصل الى مخرج لهذه الأزمة.
تغيرت لهجة كوشنير في لبنان و هو يتنقل بين مسؤول واخر، معبرا في تصريحاته عن تشاؤمه في موضوع الاستحقاق الرئاسي بعدما كانت تلك التصريحات تحمل طابع التفاؤل الحذر. أما هذه المرة فاتبع لغة جديدة لم تفارق تصريحاته منذ عودته الى بيروت واجتماعه مع رئيس الأغلبية النيابية النائب سعد الحريري، ومن ثم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الوزير الفرنسي بدا متجهماً حين ذهب في تصريحاته الى السؤال عمن يعرقل ويعطل الاستحقاق بعدما وافق الجميع على مرشح توافقي ومحذرا المتسببين بالعرقلة بتحميلهم مسؤولية ما يجري معرباً عن ذلك بقوله:
" هناك عقبات أنا لا أدخل في الأسماء لكن لا بد من التوافق على اسم واحد أنا لن أختار أحداً أريد أن أحذركم، فرنسا ليست من سيختار الاسم و ليست من سيحدد مصير لبنان بل اللبنانيون جميعهم لا بد من انتخاب الرئيس و من سيعترض على هذه العملية سيتحمل المسؤولية".
وبينما كان كوشنير يتابع مساعيه لدى القيادات اللبنانية بدأت الاصوات المحلية على اختلاف مشاربها تحذر من غيوم سوداء تخيم فوق لبنان في حال فشل انتخاب رئيس توافقي. ولعل هذا التطور ما دفع بالنائب الحريري الى اعلاء الصوت مؤكداً على ان:"هذه اللائحة مقبولة بكل أسمائها و لطالما قلنا و حلفائنا أنا وراء البطريرك و كذلك قالت المعارضة، و لربما اليوم نواجه انسداداً و عرقلة لكن لبنان هو الذي يواجه المشكلة ، إن استقرار لبنان و مصالحه يجب أن تكون أهم منا جميعاً كأفرقاء سياسيين".
على صعيد متصل لمح رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى امكان عدم عقد جلسة الجمعة في ظل غياب التوافق المنشود، أي أن الاوساط ذات العلاقة تخشى ان لا تجرى الانتخابات ضمن المهلة الدستورية، ما يعني دخول البلاد في الفراغ الدستوري أو ترجيح سيناريوهات أخرى كقيام حكومتين واحدة للموالاة واخرى للمعارضة وبلوغ مرحلة الفوضى. أمر تسعى بعض الاطراف الدولية الى تجنبه منعا لنشوء عراق ثان في المنطقة لا تحمد عقباه.
و اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الوضع السياسي اللبناني أصيب بحمى وصداع انتقلا بدورهما إلى العالم العربي، مضيفا ان المسؤولية تقع على كاهل زعماء لبنان لينتخبوا رئيساً.
أما اوساط المحللين فترى أن مسؤولية العقبات التي لم يشأ كوشنير الكشف عنها تقع على عاتق القيادات المسيحية في المعارضة والموالاة وذلك بسبب التنافس على اعتلاء كرسي الرئاسة، و هذا ما يتوافق مع رأي المحلل والكاتب السياسي أكرم حمدان الذي أفاد قائلاً:"القيادات المسيحية برأيي في كلا الطرفين تعتبر نفسها أنها الطرف الأكثر تمثيلاً في الشارع المسيحي و بالتالي لها حق الفيتو و حق التسمية".