وذكرت الصحيفة الأمريكية اليوم الخميس، المطلعة على مسودة تقرير أعدته الشركة الأمنية الكبيرة الخاصة للنائب العام السعودي سعود المعجب، أن تحقيقها وصل إلى أن الرسائل المتبادلة في تطبيق "واتساب" بين ولي العهد السعودي والقحطاني، المستشار السابق للديوان الملكي، في الثاني من أكتوبر الماضي "لم تتضمن أي إشارات واضحة أو محددة عن جمال خاشقجي.. ولم يعثر فيها على مؤشرات تثبت وجود تلاعب بالبيانات التي تم تحليلها أو حذفها أو تغييرها".
واستند تحقيق الشركة إلى فحص أحد الهواتف التابعة للقحطاني الذي يعد مستشارا إعلاميا لولي العهد السعودي وذراعه الأيمن والذي شن، حسب مسؤولين في المملكة والولايات المتحدة، "حملة قوية لإسكات المعارضين السعوديين".
وركّز التقرير على رسائل "واتساب" المتبادلة بين الرجلين يوم مقتل خاشقجي واليوم الذي يليه، دون التطرق إلى محادثات ربما أجراها الأمير محمد مع القحطاني أو أي شخص آخر عبر أية قناة أخرى.
وكشف فحص هاتف القحطاني 11 رسالة أُرسلت إليه من قبل الأمير محمد يوم اغتيال خاشقجي، بالإضافة إلى 15 رسالة أرسلها القحطاني إلى ولي العهد في اليوم نفسه، وتتعلق هذه الرسائل بأمور عادية نسبيا، بما في ذلك مكالمة أجراها الأمير في ذلك اليوم مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وأكد التقرير أن الشركة وجدت رسالة تم حذفها من هاتف القحطاني، لكن النائب العام السعودي أبلغ بأن المستشار أرسل تلك الرسالة ثم لاحظ أنها احتوت على خطأ مطبعي، مما دفعه إلى حذفها وإرسال رسالة مصححة.
وتشير مجموعة من الرسائل التي تم فحصها، حسب الصحيفة، إلى أن ولي العهد السعودي "يمكن أن يكون فظا مع مساعديه"، حيث أعرب الأمير محمد عن غضبه للقحطاني إزاء نشر وكالة الأنباء السعودية الرسمية خبرا حول مكالمته مع رئيس الحكومة الإسبانية دون سابق التشاور معه.
ونقلت الصحيفة عن الأمير محمد قوله: "كم مرة أخبرتك أن هذا الخبر لا ينشر قبل الحصول على إذن مني؟.. لقد نسيت أن أُخبر الملك، وهو غير سعيد".
هذا وقال مسؤولان أمريكيان لـ"وول ستريت جورنال" هذا الأسبوع إن CIA لا تزال متمسكة بتقييمها "المتوسط إلى عالي الثقة" بأن الأمير محمد استهدف خاشقجي شخصيا وربما أمر بقتله، كما أوضح مصدر مطلع للصحيفة أن كلا من الأمير محمد والقحطاني استخدما تطبيق مراسلة آخر للتواصل، بالإضافة إلى "واتساب".
وسبق أن أكدت مصادر في CIA لوسائل الإعلام عدم معرفتها بمحتوى الاتصالات بينهما يوم اغتيال الصحفي.
وبعد 18 يوما من نفي السلطات السعودية مسؤولية المملكة عن اختفاء الصحفي بعد دخوله مقر قنصليتها في اسطنبول التركية، أقرت النيابة العامة في المملكة بأن خاشقجي قتل داخل المبنى على أيدي فريق أمني جاء من الرياض.
وأعلنت النيابة توقيف 21 سعوديا ضمن إطار التحقيق في القضية ووجهت اتهامات إلى 11 منهم، بمن فيهم القحطاني، وأحيلوا للمحاكمة، وطالب النائب العام السعودي بإعدام خمسة منهم.
المصدر: وول ستريت جورنال