وانتقد الرئيس الفرنسي، الذي وصل أمس الأحد إلى مصر في زيارة تستغرق 3 أيام، أوضاع حقوق الإنسان في مصر، مشيرا إلى أن " الأوضاع ازدادت سوءا منذ أكتوبر 2017"، حين زار السيسي باريس.
وأشار إلى أنه سيجري بعيدا عن الإعلام "محادثات مغلقة" مع السيسي حول "حالات فردية" لمعارضين أو لشخصيات مسجونة.
وقال ماكرون خلال لقاء مع الصحافة الفرنسية، في اليوم الأول من زيارته مصر "سأتحدث بطريقة أكثر صراحة، وأكثر وضوحا (...) لأنني أعتقد أن ذلك يصب في مصلحة الرئيس السيسي والاستقرار في مصر".
وأوضح أن السلطة في مصر لديها "ملامح تسلّطية نسبيا يعتبرها قادتها ضرورية لتجنب زعزعة الاستقرار، خاصة من جانب الإخوان المسلمين أو جهات معارضة في الداخل. أنا أعي ذلك، وأحترمه".
وتابع الرئيس الفرنسي أن "قطع كل أشكال التعاون (مع مصر)، من أجل هذه الأسباب، سيُسرع أكثر تقرب مصر من روسيا أو من قوى أخرى تتمنى حصول ذلك".
وقال "حاليا، ليس المعارضون السياسيون فقط من هم في السجون، بل هناك معارضون في المعترك الديموقراطي التقليدي ممن لا يشكلون تهديدا لاستقرار النظام. إنهم صحافيون، ومثليون جنسيا من النساء والرجال، ممن لديهم قناعات يبدو لي أنها لا تشكل أي تهديد للنظام".
وأردف الرئيس الفرنسي أنّ طريقة الحكم هذه يعتبرها المجتمع المدني المصري "أكثر قساوة من نظام الرئيس المصري الأسبق (حسني) مبارك"، الذي تنحى في 2011 تحت ضغط تظاهرات احتجاجية ضده.
وشدد ماكرون على أهمّية "الاستقرار واحترام السيادة"، لكنّه أضاف أنّ "ما يحصل هنا يهدد على المدى الطويل الاستقرار في مصر".
ويأمل الرئيس الفرنسي تعزيز التبادل التجاري مع البلد العربي الأكبر من حيث عدد السكان، والحليف "الضروري" لباريس التي تعتبره قطباً للاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار ماكرون إلى أنه سيبحث مع نظيره المصري قضية المدرّس الفرنسي إريك لانغ الذي قضى بعدما ضرب بعنف في 13 سبتمبر 2013 عندما كان معتقلا في مركز للشرطة في القاهرة. وقال الرئيس الفرنسي "يجب تحقيق تقدم" ، مضيفا أن عائلة لانغ تطالب بجلاء "الحقيقة" في هذه القضية.
هذا وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، أن الرئيس المصري سيستقبل نظيره الفرنسي، وزوجته بريجيت ماكرون، صباح اليوم الاثنين بقصر الاتحادية، وذلك في إطار زيارة الرئيس الفرنسي لمصر لمدة ثلاثة أيام، حيث من المقرر عقد جلسة مباحثات ثنائية بين الزعيمين، وكذلك جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي الجانبين الرسميين يعقبها التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين الصديقين، ثم يعقد الزعيمين في ختام المباحثات مؤتمرا صحفيا.
المصدر: أ ف ب