وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح إلى وسائل الإعلام، اليوم الأحد، في حديث إلى موقع "باسنيوز" الذي يُعد مقربا من "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أن الولايات المتحدة "اختارت حلا وسطا" بين تركيا التي لا تقبل تواجد "وحدات حماية الشعب" عند حدودها وتستعد لشن حملة عسكرية ضدها في شرق الفرات معتبرة إياها تنظيما إرهابيا مرتبطا بـ"حزب العمال الكردستاني"، من جانب، والوحدات التي تشكل العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديقمراطية"، أكبر حليف للتحالف الأمريكي على الأرض في سوريا، والتي تهدد بالانسحاب من المعركة ضد آخر جيب لتنظيم "داعش" في ريف دير الزور كي تركّز على التصدي لهجوم تركي متوقع.
وذكر المصدر أن الولايات المتحدة ستلجأ إلى قوات "بيشمركة روج أفا" لتتعاون معها في حماية ومراقبة المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، وهي قوة تشكلت في عام 2012 من مقاتلين أكراد منشقين غالبا عن الجيش السوري وتدربت في إقليم كردستان العراق تحت إشراف "البيشمركة" العراقية وخبراء التحالف وشاركت في المعارك ضد "داعش" في الأراضي العراقية، وتتبع للمجلس الوطني الكردي الممثل بدوره في "الائتلاف السوري المعارض".
وأشار "باسنيوز" إلى أن هذه القوات لم تتمكن حتى الآن من العودة إلى مناطق سوريا الخاضعة لسيطرة الأكراد بسبب رفض "حزب العمال" لذلك.
وأكد المصدر احتمال انتشار الآلاف من مقاتلي "بيشمركة روج أفا" المتواجدين حاليا في المناطق السورية الملاصقة للحدود التركية بدعم وموافقة أمريكية، في خطوة تهدف إلى التخفيف من حدة التوتر في المنطقة وسحب الذرائع من تركيا لاجتياح مناطق شرق الفرات ووضع حد لتهديدات أنقرة بالتدخل هناك عسكريا.
وأوضح المصدر أن الدفعة الأولى من مقاتلي "البيشمركة السورية"، وتضم 400 مقاتل، قد تنتشر في غضون الساعات أو الأيام القليلة المقبلة في نقاط ومواقع في المناطق السورية الحدودية شرقي الفرات، "بدعم أمريكي ورضى الجانب التركي"، لتليها دفعات أخرى على مراحل، حيث سيبلغ العدد الكلي للمقاتلين ثمانية آلاف شخص، وهم بكامل العتاد والمستلزمات العسكرية.
ولفت الموقع إلى أن هذا التصريح يأتي على خلفية الزيارات التي قامت بها في الآونة الأخيرة وفود من إدارة "حزب الاتحاد الديمقراطي" السوري، الذراع السياسية لـ"وحدات حماية الشعب"، إلى كردستان العراق حيث التقت مسؤولين كبارا في الإقليم والمجلس الوطني الكردي السوري المعارض التي تتبع لها "بيشمركة روج أفا".
المصدر: باسنيوز