وكشفت الصحيفة البريطانية أن وفدا تجاريا التقى ولي العهد السعودي مؤخرا وتفاجأ أعضاؤه لدى سماعهم اعترافا صريحا من بن سلمان بشأن مشروع "نيوم" الضخم لبناء مدينة تكنولوجية ذكية على ساحل البحر الأحمر شمال غرب السعودية، والذي تبلغ كلفته 500 مليار دولار.
وقال بن سلمان وفق أحد أعضاء الوفد الذي حضر اللقاء: "لا أحد سيستثمر في المشروع لسنوات".
وأضافت الصحيفة أن تعليقات بن سلمان كانت بمثابة اعتراف منه بعمق الأزمة التي اندلعت إثر مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية باسطنبول مطلع أكتوبر الماضي، حتى باتت تهدد بتقويض خطته "رؤية 2030" لتنويع اقتصاد المملكة المحافظة بعيدا عن النفط بالاعتماد على الاستثمارات والخبرات الأجنبية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المستثمرين من القطاع الخاص قوله: "بالتأكيد هناك شكوك تحيط بتنفيذ مشروع نيوم".
وبعد مقتل خاشقجي فضل الكثير من مستشاري ومستثمري "نيوم" الابتعاد عن المشروع، بمن فيهم المهندس المعماري نورمان فوستر، خوفا من المخاطر السياسية وحفاظا على سمعتهم جراء صلتهم بولي العهد السعودي المشتبه بتورطه في القضية.
وتبين أن بن سلمان أصبح يواجه صعوبة أكثر في جذب المستثمرين.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من رؤساء الشركات عقدوا جلسات خاصة مع ولي العهد السعودي، وعرضوا أمامه التحديات التي يواجهونها في ظل النمو الاقتصادي البطيء والشعور بالاكتئاب.
ونقلت "فايننشال تايمز" عن مصدر مطلع على تلك النقاشات قوله إن "السعودين يعانون من صعوبات اقتصادية وهم يخبرون ولي العهد كيف يعانون من ذلك".
وتعهد ولي العهد السعودي لرجال الأعمال الذين التقى بهم بأن المملكة التي تعتمد على النفط ستزيد استثماراتها في الاقتصاد التقليدي لتعويض جنوح المستثمرين من هذا المشروع وغيره من المشاريع المستقبلية.
وقال ستيفن هيرتوغ، الخبير في الشؤون الخليجية في "مدرسة لندن للاقتصاد" إن "السعودية تعود إلى ما جرب واختبر، إنهم يعودون إلى اللحوم والبطاطا".
المصدر: ft.com