مباشر

هل انتهت "هدنة" بين السعودية وقطر قبل أن تبدأ؟

تابعوا RT على
يبدو أن محاولات الرياض الحديث بلغة مغايرة مع قطر وحولها لم تجد الصدى المرجو في الدوحة، وبقيت تلميحات السعودية "الودية" نوعا ما من دون رد من قطر.

 ويمكن تلمس الموقف السعودي الجديد في إشارة وزير خارجية المملكة عادل الجبير في مؤتمر صحفي بعد انتهاء قمة مجلس التعاون في الرياض، إلى أن "جميع دول مجلس التعاون الخليجي يمثلون أسرة واحدة.. وأن أي خلاف يحدث بين أفرادها أمر طبيعي قد يحدث داخل الأسرة الواحدة، بل ويظل ذلك أمرًا بسيطًا لن يصعب حله - بإذن الله".

وقول الجبير أيضا بلهجة مرنة إن "الاختلاف مع الأشقاء في قطر ليس كما يصوره البعض، ولكن بعض السياسيات القطرية أساءت لمجلس التعاون عموما، وهذا يتعارض مع آلية العمل المشتركة التي دأبت عليها دولنا في الخليج العربي إقليميا أو دوليا على الصعيد الثقافي والاقتصادي والأمني والسياسي".

ويمكن أن نلفت في هذا السياق إلى إبراز الصحف السعودية لكلمة أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، حيث أوردت صحيفة "عكاظ" الخبر بالصيغة التالية: "دعا أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى وقف الحملات الإعلامية في الخليج، انطلاقا من حرص الجميع على الحفاظ على وحدة الموقف الخليجي، وسعيا لتدارك الأمر، واحتواء الخلافات، وتجنبا لمصير مجهول لمستقبل العمل الخليجي". إلا أن ما يمكن وصفها بـ"الهدنة" التي يمكن القول إن وسائل الإعلام السعودية التزمت بها من طرف واحد، انتهت منذ الأمس، حيث كتبت على سبيل المثال إحدى الصحف السعودية موضوعا عن "نظرات مندوب قطر الزائغة"، ونشرت أخرى مقالة بعنوان "لا للتطبيع مع قطر".

الواقع أن وسائل الإعلام العربية في معظم الدول العربية هي بمثابة مؤشر للموقف الرسمي، ومما يكتب يمكن تحديد درجات الرضى والسخط في العلاقات الثنائية. وفي هذا السياق نذكر أن خبراء في الشؤون الليبية في زمن القذافي تحدثوا عن أن علاقات طرابلس بأي دولة في العالم يمكن معرفة بواطنها بمجرد إلقاء نظرة على "نشرة الأحوال الجوية" في القناة التلفزيونية الرسمية، حيث لا تظهر درجات حرارة العواصم المغضوب عليها، في حين تصبغ خارطة الدول الأشد عداوة بالأسود.

بالمقابل، يظهر أن وسائل الإعلام القطرية لم تكن معنية بقراءة ما بين الأسطر أو التوقف عند "تلميحات" الرياض المبطنة، حيث وصفت إحدى الصحف القطرية قمة الرياض بأنها "اجتماع مأخوذ خيره".

ورأى الكاتب أنه لا يجد وصفا يليق "بالجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي إلا المثل المعروف، النطيحة والمتردية والمتعوس وخايب الرجا".

وخص الكاتب إلى وصف مجلس التعاون الخليجي بالقول إنه "أصبح بسياساته العرجاء مجلس التآمر الخليجي الذي ظل المواطن الخليجي سنين طويلة ينتظر أن يثمر هذا النبات ثمارا صالحة تعود على الدول والشعوب بالفائدة لكن أثمر نباتات الشري المر العلقم".

ورأى كاتب آخر في قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض "قمة التهاون.. لا قمة التعاون"، وانتهى به المطاف إلى أن "المجلس لن يكتب له النجاح والاستمرار نحو تحقيق طموحات وتطلعات دول الخليج بعد قمة الرياض الفاشلة".

وشدد رئيس تحرير إحدى الصحف القطرية على أنه ليس من أخلاق وشيم العرب: أن يشارك أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في القمة الخليجية بالرياض وشعبه محاصر، مؤكدا أن بلاده "ستظل حرة ولن تكون تابعة للسعودية".

ويبدو أن قيام السلطات السعودية بتصحيح "هفوة"، وإدراجها بعد انتهاء اجتماع الرياض، قمم مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت في الدوحة في خريطتها البيانية، لم يلق أي التفاتة من الدوحة، التي ربما يكون سقف مطالبها قد ارتفع خاصة على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا