ونقلت "رويترز"، في تقرير نشرته اليوم الجمعة، عن 4 مصادر مطلعة، أن "واشنطن تعتقد أنها تتمتع بنفوذ أكبر لدى حليفتها الرياض لوقف الحرب في اليمن وإعادة الوحدة في منطقة الخليج ضد إيران".
وأشارت الوكالة إلى أن المسألة الأولى شهدت تحقيق نجاح معين حيث أسفرت الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة وبريطانيا على السعودية لبدء تطبيق وقف إطلاق نار في اليمن حتى أواخر الشهر الجاري عن إعلان التحالف العربي الذي تقوده المملكة ضد قوات الحوثيين المتحالفين مع إيران عن وقف الهجوم على مدينة الحديدة التي تحتضن ميناء استراتيجيا بالغ الأهمية.
لكن القضية الثانية لم يتم تحقيق أي تقدم فيها، وقالت "رويترز" في هذا السياق إن "السعودية تتحدى دعوات الولايات المتحدة إلى تطبيع العلاقات مع قطر رغم أن الضغوط الرامية لوقف الحرب في اليمن أثرت على الرياض" منذ مقتل خاشقجي.
وتابعت "رويترز"، نقلا عن مصادرها، أن "مسؤولين في الولايات المتحدة يسعون، بعد مقتل خاشقجي، المواطن السعودي الذي أقام في الأراضي الأمريكية وانتقد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، للتأثير على الرياض فيما يخص خلافها مع قطر".
وقال مصدر مطلع على السياسات الأمريكية: "إنهم ينتهزون الفرصة لمحاولة إنهاء الخلاف مع قطر".
وذكر مصدران تحدثا للوكالة أن "واشنطن رغبت في عودة الوحدة إلى الخليج للإسهام في احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة قبل دخول العقوبات الجديدة ضد طهران حيز التنفيذ يوم 4 نوفمبر".
وأوضحت "رويترز" أن الآمال الغربية في إمكانية تطبيع الرياض علاقاتها مع الدوحة تم تشجيعها بتصريح محمد بن سلمان، الذي أدلى به خلال مؤتمر الاستثمار في الرياض يوم 25 أكتوبر عندما قال إن لدى قطر اقتصاد قوي.
لكن دبلوماسيون ومصادر في منطقة الخليج أشاروا للوكالة إلى أنه لم يلاحظ بعد أي أفكار أو إجراءات من قبل الرياض أو حلفائها لإنهاء الخلاف مع قطر.
وقال دبلوماسي عربي للوكالة في هذا السياق: "لا أرى أي تغييرات بخصوص قطر، وتصريح ولي العهد تم تفسيره بشكل خاطئ. إنه كان يوجه رسالة للولايات المتحدة جاء فيها: لا تشعروا بالقلق بسبب قطر لأن اقتصاده ما زال قويا".
وقال دبلوماسي عربي للوكالة في هذا السياق: "إنه كان يوجه رسالة لأمريكا مفادها لا تقلقون بسبب قطر لأنه ما زال لكم اقتصاد قوي فيها".
وبين مصدر خليجي آخر أن "محمد بن سلمان سيتجنب أي خطوة يمكن تفسيرها كضعف لا سيما في الوقت الذي يحاول فيه تجاوز التداعيات الدبلوماسية الناجمة عن مقتل خاشقجي".
وأمس الخميس فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على 17 مسؤولا سعوديا لدورهم في قتل خاشقجي، فيما تقدمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لاحقا بمشروع قانون يدعو إلى وقف مبيعات الأسلحة للسلطات السعودية على خلفية اغتيال الصحفي واستمرار الحرب في اليمن.
ورفضت السلطات السعودية التعليق لـ"رويترز" على هذه التطورات، لكن المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناويرت، أكدت أن الولايات المتحدة تدعو لحل كل من أزمتي قطر واليمن.
وقالت ناويرت في هذا السياق: "إننا نواصل عملنا في إطار كلا القضيتين مع شركائنا في المنطقة بما في ذلك السعودية".
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: "تمثل وحدة منطقة الخليج أهمية بالغة بالنسبة لمصالحنا المشتركة الخاصة بمواجهة النفوذ الإيراني التخريبي ومكافحة الإرهاب وضمان المستقبل المزدهر لجميع شركائنا الخليجيين".
المصدر: رويترز