وقالت موغيريني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، اليوم الأربعاء، في بروكسل، تعليقا على أسلوب تعامل أوروبا مع هذه القضية: "هناك موقف موحد للاتحاد الأوروبي من علاقاتنا مع السعودية وبالدرجة الأولى بخصوص وجود حاجة إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف في قضية خاشقجي".
وشددت موغيريني على أهمية تنسيق الاتحاد الأوروبي أعماله مع شركائه الدوليين، لافتة إلى أنه أعرب عن موقفه المشترك مع أعضاء مجموعة الـ7 للدول الصناعية الكبرى.
وتابعت موغيريني: "من البديهي أننا نتوقع مزيدا من الوضوح والشفافية وكذلك درجة أكبر لمحاسبة المسؤولين".
واعتبرت مفوضة الاتحاد الأوروبي أن الخطوات التي تم اتخاذها من قبل سلطات السعودية حتى هذه اللحظة لا "تسلط الضوء الكافي على هذه القضية"، وأردفت مشددة: "إننا نتوقع محاسبة المسؤولين وليس الانتقام، لأن ذلك ليس تمرينا لتحديد كبش الفداء.
ويجري البرلمان الأوروبي، الذي تحدثت موغيريني أمامه أمس الثلاثاء حول مقتل خاشقجي، الخميس تصويتا حول قرار ينص على تعليق دول الاتحاد الأوروبي مبيعاتها للأسلحة إلى السعودية على خلفية هذه القضية.
واختفى خاشقجي، الصحفي السعودي العامل في صحيفة "واشنطن بوست" والمعروف بمقالاته وتصريحاته التي انتقد فيها سياسات بلاده في مجالات عدة، يوم 2 أكتوبر الجاري إثر دخوله مقر قنصلية المملكة في اسطنبول التركية لإنهاء وثائق خاصة بحالته العائلية.
وقدمت السلطات التركية والسعودية في البداية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قالت أنقرة، التي تنفذ تحقيق رسميا في القضية منذ 2 أكتوبر، إن الصحفي لم يخرج من المبنى بينما أصرت الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من إنهاء العمل المتعلق بحالته العائلية.
لكن لاحقا أعلنت السعودية رسميا أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي أظهرت "وفاته" نتيجة "اشتباك بالأيدي" نجم عن شجار مع أشخاص قابلوه في القنصلية، وذكر أنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن في إطار التحريات وهم جميعا من الجنسية السعودية، دون الكشف عن مكان وجود جثمان الصحفي، واعترفت سلطات المملكة بأن الصحفي قتل على يد فريق أمني سعودي وصل إلى المدينة في 2 أكتوبر وضم 15 فردا، مشددة على أنهم ومن وراء هذه المجموعة "تجاوزوا صلاحياتهم" وثم حاولوا "التغطية على الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه".
كما أعفى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، مجموعة مسؤولين استخباراتيين بارزين، على رأسهم نائب رئيس الاستخبارات العامة، اللواء أحمد عسيري، بالإضافة إلى المستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد، محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة و"تحديد صلاحياتها بدقة".
وأعربت مجموعة من الدول الأوروبية تشمل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا وهولندا والدنمارك عن شكوكها في رواية السعودية الجديدة بشأن قضية مقتل خاشقجي، داعية لتحقيق نزيه وشفاف وشامل في الحادث.
المصدر: موقع الهيئة الأوروبية للعلاقات الخارجية + RT