وأكد الأمير محمد بن سلمان، خلال مشاركته في جلسة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار"، تعليقا على مقتل خاشقجي: "أولا، الحادث الذي حصل مؤلم جدا لجميع السعوديين، خاصة أنه مواطن سعودي، وأعتقد أنه مؤلم لأي إنسان موجود في العالم، هذا حادث بشع غير مبرر تماما".
وأضاف: "اليوم تقوم المملكة العربية السعودية باتخاذ كل الإجراءات القانونية لاكتمال التحقيقات بالعمل مع الحكومة التركية للوصول إلى النتائج وتقديم المذنبين للمحاكمة وأخذهم العقاب الرادع".
وتابع الأمير محمد: "بلا شك التعاون اليوم بين الحكومة التركية والسعودية مميز ونعرف أن الكثير يحاول استغلال هذا الظرف المؤلم لإحداث شرخ بين المملكة العربية السعودية وتركيا".
وأردف بالقول: "إنني أريد أن أرسل لهم رسالة من هذا المنبر، إنهم لن يستطيعوا عمل ذلك طالما هناك ملك اسمه سلمان بن عبد العزيز وولي عهد في السعودية اسمه محمد بن سلمان ورئيس في تركيا اسمه أردوغان، لن يحدث هذا الشرخ!".
وتابع: "سوف نثبت للعالم أن الحكومتين متعاونتان لمعاقبة أي مجرم وأي مذنب والعدالة في الأخير ستظهر".
وأشار محمد بن سلمان بالإضافة إلى ذلك إلى أن "المملكة العربية السعودية اتخذت خطوات كبيرة جدا في تطوير الاقتصاد السعودي"، معتبرا أنه "آن الأوان لإعادة هيكلة قطاعات الأمن الوطني في السعودية لكي ترتقي مستوى القطاعات الاقتصادية في المملكة".
واختفى خاشقجي، الصحفي السعودي المعروف بمقالاته وتصريحاته التي انتقد فيها سياسات بلاده في مجالات عدة، يوم 2 أكتوبر الجاري إثر دخوله مقر قنصلية المملكة في اسطنبول التركية لإنهاء وثائق خاصة بحالته العائلية.
وقدمت السلطات التركية والسعودية في البداية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قالت أنقرة، التي تنفذ تحقيق رسميا في القضية منذ 2 أكتوبر، إن الصحفي لم يخرج من المبنى بينما أصرت الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من إنهاء العمل المتعلق بحالته العائلية.
لكن لاحقا أعلنت السعودية رسميا أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي أظهرت "وفاته" نتيجة "اشتباك بالأيدي" نجم عن شجار مع أشخاص قابلوه في القنصلية، وذكر أنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن في إطار التحريات وهم جميعا من الجنسية السعودية، دون الكشف عن مكان وجود جثمان الصحفي، واعترفت سلطات المملكة بأن الصحفي قتل على يد فريق أمني سعودي وصل إلى المدينة في 2 أكتوبر وضم 15 فردا، مشددة على أنهم والواقفين وراء عملية هذه المجموعة "تجاوزوا صلاحياتهم" وثم حاولوا "التغطية على الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه".
وأعربت مجموعة من الدول الغربية تشمل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا والدنمارك عن شكوكها في رواية السعودية الجديدة بشأن قضية مقتل خاشقجي، داعية لتحقيق نزيه وشفاف وشامل في الحادث.
أما الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فقد وصف في البداية الرواية السعودية بالجديرة بالثقة، لكنه أشار لاحقا إلى أنه "غير راض" عن أسلوب تعامل المملكة مع هذا الحادث، وذلك في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات داخل الصفوف السياسية الأمريكية تدعو لفرض عقوبات على السعودية بسبب هذه القضية وتتهم ولي العهد السعودي بالوقوف وراءها.
المصدر: RT