وأكد بومبيو، في موجز صحفي عقده اليوم الخميس، أنه أبلغ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنتائج زيارتيه إلى السعودية وتركيا، مضيفا: "التقينا في الرياض كلا من الملك وولي العهد ووزير الخارجية.. وأكدنا لهم بوضوح أننا نتعامل مع قضية اختفاء خاشقجي بجدية كبيرة، وهم بدورهم أيضا شددوا على تفهمهم لجدية الوضع".
وتابع بومبيو: "كما تعهدوا لي بأنهم سيجرون تحقيقا شاملا ونزيها لكشف كل الحقائق المتعلقة باختفاء خاشقجي وسيفعلون ذلك في الوقت المناسب".
وأردف وزير الخارجية الأمريكي: "قلت للرئيس ترامب صباحا إن علينا أن نعطيهم عدة أيام إضافية لتنفيذ ذلك من أجل أن نفهم بشكل كامل ملابسات ما حصل لكي يكون بإمكاننا أن نقرر، انطلاقا من ذلك، كيف سنرد على اختفاء خاشقجي".
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي: "أعتقد أيضا أن من المهم جدا بالنسبة إلينا جميعا أن نتذكر أن لدينا علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع المملكة العربية السعودية تعود إلى العام 1932".
وتابع بومبيو موضحا: "إن المملكة لا تزال شريكا مهما لنا في مجال مكافحة الإرهاب، وعاهلها هو خادم الحرمين الشريفين، والسعوديون حلفاء استراتيجيون مهمون للولايات المتحدة وعلينا الاهتمام بذلك أيضا".
كما أشار بومبيو إلى لقائه مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مضيفا: "تحدثنا حول الحادث، وقال لي إنهم يجرون تحقيقا من قبلهم، والتقينا بأفراد من الفريق الذي يجري التحقيق، وتعهد لي (أردوغان) بأنهم سيشاركون نتائج تحقيقهم مع السعوديين أيضا".
ولفت بومبيو إلى أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وعد شخصيا ترامب خلال محادثاتهما الأخيرة بأن السعودية ستجري تحقيقا نزيها في القضية.
واختتم بومبيو بالقول: "هناك قصص كثيرة حول ما حصل، لكننا نعتزم أن نتيح للعملية (التحقيق) أن تتقدم، ولم يتم حتى الآن الكشف عن الكثير من الحقائق، وعندما سيجري ذلك سنقرر بالنسبة إلينا بأنفسنا ماذا حصل اعتمادا على الحقائق المتوفرة، وعندها ستحدد الولايات المتحدة ما هو الرد المناسب".
وتواجه السعودية، أكبر وأهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، انتقادات واسعة من الناشطين وبعض الساسة الأمريكيين على خلفية اختفاء خاشقجي، الذي انتقد كثيرا سياسات المملكة في مجالات عدة، بعد دخوله مقر قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول بتركيا يوم 2 أكتوبر، على الرغم من أن إدارة سيد البيت الأبيض لم تعلن حتى الآن موقفها أو فرضيتها مما حصل للإعلامي السعودي، مكتفية بالإعراب عن قلقها وبدعوة الرياض للتحقيق النزيه في القضية.
وقدمت السلطات التركية والسعودية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث تقول أنقرة إنه لم يخرج من المبنى، بينما تصر الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من انهاء العمل المتعلق بحالته العائلية.
ولم تعلن تركيا، التي تجري تحقيقا في القضية، حتى الآن فرضيتها الرسمية حول مصير خاشقجي، إلا أن مصادر عديدة بينها أمنية ذكرت أن تقديراتها الأولية تدل على أن الصحفي السعودي قتل داخل قنصلية بلاده.
وعمل خاشقجي رئيسا لتحرير صحيفة "الوطن" السعودية، كما تولى منصب مستشار للأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى واشنطن، لكنه غادر البلاد بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.
وأقام الصحفي السعودي في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، ومنذ ذلك الحين كتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وتعامل السلطة مع الإعلام والنشطاء.
المصدر: RT + وكالات