وقال المندوب الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي، بطلب من روسيا لمناقشة نتائج قمة "ثلاثية أستانا" في طهران حول سوريا، إن التطورات الراهنة في سوريا لا تسمح بالحديث عن إعادة الوضع هناك إلى طبيعته لأن "المأساة السورية ليست من نصيب الماضي". وأضاف أن الانتصار العسكري النهائي الذي تسعى إليه دمشق وحلفاؤها، "لن يضمن إعادة الوضع في البلاد إلى الاستقرار، وأن الحل الوحيد للأزمة يمر عبر المفاوضات.
ورأى الدبلوماسي الفرنسي أن قمة طهران لم تسفر عن أخذ روسيا وإيران على عاتقهما "التزامات واضحة حول تمسكهما بمبادئ منطقة خفض التوتر (في محافظة إدلب السورية) التي تعدان ضامنتين لها".
وتابع دلاتر قائلا "إن مهمة محاربة الإرهاب أولويتنا المشتركة، وبإمكانها بل ومن واجبها أن توحدنا، لكن محاربة الإرهاب لا يمكن أن تبرر وقوع ضحايا مدنيين".
كما جدد ديلاتر استعداد بلاده "للتحرك بقوة" ضد دمشق في حال استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية أثناء عمليتها في إدلب.
من جهتها، أشارت المندوبة الدائمة البريطانية، كارن بيرس، إلى أن مواصلة الهجوم على إدلب يشل الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي في سوريا، داعية موسكو وطهران إلى وقف العملية العسكرية في المنطقة.
وقالت بيرس: إن المبعوث الأممي (للشأن السوري، ستيفان دي ميستورا) أخبرنا بأن التقدم في التسوية السياسية مستحيل ما دام الهجوم العسكري على إدلب قائم. لذا أود أن أسأل روسيا وإيران: هل ستصغيان إلى هذه الكلمات وتوقفان العملية العسكرية وتأتيان إلى المجلس كي تناقشا معنا جميعا، بما في ذلك تركيا، كيف يتعين علينا بالضبط أن نتصرف في تطوير أستانا، كي نعمل سوية بصورة جدية، بعد ست سنوات من أشنع أحداث شاهدناها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية؟".
وخلال لقائهم في العاصمة الإيرانية، في 7 سبتمبر، بحث رؤساء روسيا وتركيا وإيران التطورات في سوريا، مع تركيزهم على الوضع في محافظة إدلب، آخر منطقة كبيرة في سوريا تقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة، من بينها التنظيمات الإرهابية. واتفق فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان وحسن روحاني على مواصلة جهود موسكو وأنقرة وطهران لحماية المدنيين وتحسين الوضع الإنساني في سوريا. كما أشار زعماء الدول الثلاث الضامنة للهدنة في سوريا في إطار "مسار أستانا"، إلى ضرورة تسهيل صياغة الدستور في سوريا كي يتم تبنيه في أسرع وقت ممكن.
المصدر: وكالات