وذكرت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أثناء مؤتمر صحفي عقدته اليوم: "بصورة عامة، يمكن القول إن خطوة البداية قد اتخذت في هذا الاتجاه".
وشددت المتحدثة على أن الحكومة السورية تتخذ سلسلة إجراءات من أجل إعادة توطين اللاجئين العائدين ومساعدتهم في إعادة التأهيل بالمجتمع، موضحة أن هذه الإجراءات تضم تسهيل الرقابة الجمركية ورقابة الجوازات والرعاية الاجتماعية والصحية والمساعدة في العودة إلى الدراسة وتوفير فرص العمل، فضلا عن الإقراض بشروط ميسرة.
وفي الملف السوري أيضأ، حذرت المتحدثة من ارتفاع وتيرة استفزازات المسلحين ضد القوات الحكومية والمدنيين في المناطق الملاصقة لمنطقة خفض التوتر في محافظة إدلب شمال غربي البلاد.
وأوضحت زاخاروفا أن منظومات الدفاع الجوي الروسية أسقطت في الآونة الأخيرة 45 طائرة مسيرة، أطلقها مسلحون من إدلب باتجاه قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية، وذلك في وقت تشهد فيه منطقة خفض التوتر اعتقالات جماعية ينفذها المسلحون، طالت أكثر من 500 مشتبه فيهم بالدعوة إلى التوصل لاتفاقات المصالحة مع الحكومة.
من جانب آخر، لفتت الدبلوماسية الروسية إلى أن المئات من مسلحي تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين يختبئون في مخيم الركبان عند الحدود مع الأردن، حيث يستخدمون اللاجئين دروعا بشرية.
وقالت زاخاروفا، إن الطرف الروسي يملك معلومات موثوقة، بأن القوات الأمريكية المسيطرة على منطقة يتجاوز قطرها 100 كلم حول قاعدتها في التنف، والتي تضم خاصة مخيم الركبان، على دراية تامة بوجود هؤلاء المسلحين في المنطقة، ولم تمنح حتى الآن الحكومة السورية أو الأمم المتحدة فرصة الوصول إلى المخيم لتقديم المساعدات إلى المحتاجين.
وفي معرض تعليقها على تصريحات مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون بشأن ضرورة انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، شددت زاخاروفا على ضرورة أن تبدأ واشنطن بنفسها، مشيرة إلى أن وجود القوات الأمريكية هناك غير شرعي ولا مبرر قانونيا لبقائها.
إلى ذلك، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية عن أمل موسكو في أن تراجع الأمانة العامة للأمم المتحدة أساليبها الخفية وتعالج الانحرافات الموجودة في عملها على الملف السوري، موضحة أن الحديث يدور عن مذكرة خاصة بمبادئ مساعدة سوريا أعِدت في أكتوبر الماضي دون مشاركة أعضاء مجلس الأمن الدولي ودون إصدار المجلس قرارا بهذا الشأن.
وحذرت زاخاروفا من أن هذه الوثيقة تضم تعليمات تخرج عن نطاق مسائل التنسيق بين الوكالات الأممية، وخاصة ما ينص على أن الأمم المتحدة لن تساعد سوريا إلا بعد إنجاز انتقال سياسي شامل وفعال في البلاد متفق عليه في إطار المفاوضات.
واتهمت الدبلوماسية دولا مانحة للمنظمة العالمية بمحاولة منع الأمم المتحدة من الإسهام في إعادة إعمار سوريا، بالرغم من وجود حاجة ماسة إلى ذلك في المرحلة الراهنة.
المصدر: وكالات