وقرر المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، المستشار ناصر الدهشان، اليوم السبت، حبس أشعياء المقاري 4 أيام على ذمة التحقيق بتهمة قتل الأنبا إبيفانيوس.
وذكر مصدر قضائي أن الراهب المشلوح، واسمه العلماني وائل سعد تاضروس، قام بتمثيل جريمته، فجر اليوم، وسط تشديدات أمنية مكثفة، وأرشد عن مكان أداة الجريمة، وهي قضيب حديدي عثر عليه بمخزن للخردة بالدير، وتم استخدامه في عملية قتل الأنبا أبيفانيوس بضربة قاضية في الرأس.
واعترف الراهب المشلوح بارتكابه الجريمة بالاشتراك مع الراهب فلتاؤس المقاري، الذي يعالج حاليا بمستشفى مايكل أنجلو بالزمالك عقب محاولته الانتحار، وهو علماني أيضا.
وأشار المصدر القضائي إلى أن وائل سعد ترهب بدير الأنبا مقار سنة 2010 باسم الراهب أشعياء المقاري، وحاول الأسقف تجريده عدة مرات لارتكابه مخالفات ضد قانون الرهبنة، وكان دائم الإثارة للمشاكل، ومتمردا على حياة الرهبنة.
وأوضح المصدر القضائي أن "أقوال الراهب أشعياء بدت متناقضة ولاسيما عن توقيت وجوده بالدير أثناء قتل الأنبا، ورصدته كاميرا البوابة الرئيسة للدير مع راهب آخر وعلماني في توقيت مخالف لما قاله في شهاداته، وبالتحفظ على هاتفه المحمول وتفريغ ما به وخاصة المكالمات القديمة، بدأت الخيوط تتضح بشكل أكبر، وتم التحقيق مع الراهب في مخالفات أخرى، ولكن أخلي سبيله ليعود إلى الدير، بعدها حاول الراهب الانتحار عن طريق شرب مبيد حشري، فأسرع الأمن به لمستشفى دمنهور، وتم إنقاذه ، والتحقيق معه في محاولة الانتحار، ليعود للدير فيما بعد .
وصدر قرار لجنة شؤون الأديرة والرهبنة بتجريده، لارتكابه تجاوزات تخالف قوانين الرهبنة وفى نفس اليوم أي 5 أغسطس، وبعد تجريد الراهب له، تم اقتياده من قبل الشرطة إلى مقر أمني بدمنهور لتبدأ عمليات تحقيق موسعة ومواجهته بالأدلة وأقوال الشهود، فلم يستطع الصمود في الإنكار طويلا حتى اعترف بشكل صريح بجريمته، وأرشد إلى أداة الجريمة، وبالفعل تم العثور عليها وفق اعترافه، وهي قضيب حديدي مستطيل في مخزن الخردة بالدير.
أسباب الجريمة وملابساتها
بدورها، كشف موقع "المصري اليوم" أن نيابة استئناف الإسكندرية تسلمت محضر تحريات الجهات الأمنية حول الواقعة وتبين منه وجود اتفاق بين المتهم الأول، أشعياء المقاري، مع المتهم الثاني، فلتاؤوس، حول قتل رئيس الدير بسبب تصاعد الخلافات بينهم والتي وصفت بأنها خلافات عقائدية ومالية حول توزيع التبرعات التي يتلقاها الدير وعدم الطاعة.
وثبت من محضر التحريات قيام المتهم الأول بإنشاء جروب على تطبيق "واتساب" يجمع 33 راهبا من داخل الدير بغرض مهاجمة المجنى عليه رئيس الدير بسبب أنصبة توزيع الهبات.
وحول تفاصيل الحادث ثبت من التحقيقات قيام المتهم الأول أشعياء بالاتفاق مع المتهم الثاني على قتل المجنى عليه، وجهز أشعياء أداة الجريمة وهي عبارة عن ماسورة حديدية مجوفة طولها حوالي 90 سم تزن 2 كغ، وتربصا بالأنبا إبيفانيوس أمام القلاية الخاصة به ليلا أثناء خروجه للصلاة بالدير.
وكشفت التحقيقات عن قيام أشعياء بضرب رئيس الدير على رأسه 3 ضربات متتالية أودت بحياته، فيما شارك المتهم الثاني الراهب فلتاؤوس بمراقبة الطريق ومكان الواقعة.
المصدر: المصري اليوم + المصريون + اليوم السابع