وتعتبر روسيا عودة اللاجئين السوريين إلى الوطن من أهم المسائل في المرحلة الحالية من التسوية في سوريا، حيث تمكّن الجيش السوري بمساعدة القوات الجوية الفضائية الروسية والحلفاء من تحرير معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرة مسلحي التنظيمات الإرهابية.
وتبذل وزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان جهودا حثيثة في هذا الاتجاه، حيث تم إنشاء مقر التنسيق المشترك بين الوزارتين، ومن المقرر توسيعه لاحقا ليضم مسؤولين من هيئات ووزارات روسية أخرى، وربما ممثلين عن دول أجنبية ومنظمات دولية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تأسيس مركز لاستقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين والنازحين السوريين، يقع مقره في دمشق.
كما أكدت وزارة الدفاع فتح معبرين لعودة اللاجئين السوريين من الأردن ولبنان، هما نصيب والزمراني. ومن المقرر أيضا فتح 3 مكاتب تابعة لمركز استقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين في أبو الظهور والصالحية وتدمر حتى الـ 27 من الشهر الجاري.
الجهود على المستوى الدولي
لا تقتصر الجهود الروسية المبذولة من أجل عودة اللاجئين السوريين على اتخاذ إجراءات على الأرض في سوريا، بل هناك جهود تبذل على المستوى الدولي أيضا.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الجمعة الماضي، أن روسيا قدمت للولايات المتحدة جملة مقترحات بهذا الخصوص، تتضمن وضع خطة مشتركة لعودة اللاجئين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل النزاع، وخاصة عودة اللاجئين من لبنان والأردن، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة روسية أمريكية أردنية برعاية مركز عمان للمراقبة، وكذلك تشكيل مجموعة عمل مماثلة في لبنان.
واقترحت روسيا كذلك على الولايات المتحدة تشكيل مجموعة مشتركة لتمويل إعادة إعمار البنية التحتية السورية.
وتعتبر موسكو أن التعاون معها ومع دمشق فيما يتعلق بعودة اللاجئين هو الإمكانية الوحيدة لبقاء قوات الولايات المتحدة في سوريا، إذ لا يوجد أي أساس قانوني لمواصلة عمليتها العسكرية على الأراضي السورية، وفق المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف.
وكان موضوع عودة اللاجئين على طاولة مباحثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع.
وناقش لافروف كذلك التعاون بين موسكو وواشنطن لحل القضايا الإنسانية في سوريا، في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو يوم 21 يوليو الجاري.
اتصالات مع لبنان
وهناك أيضا اتصالات هامة بين روسيا ولبنان، علما بأن الأخير يستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيه، وشدد كبار الساسة اللبنانيين على ضرورة تأمين عودة طوعية وكريمة للاجئين إلى بلادهم.
وبحث ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، نائب وزير الخارجية في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل يوم الاثنين 23 يوليو قضية عودة اللاجئين.
واستقبل رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري القائم بأعمال السفارة الروسية في بيروت فياتشيسلاف مقصودوف لبحث الخطة الروسية لعودة اللاجئين يوم 24 يوليو.
ومن المقرر أن يزور لبنان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين يوم الخميس 26 يوليو، حيث سيلتقيان الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لبحث المبادرة الروسية.
وبشكل عام تعمل السفارات الروسية في 11 دولة على التأكد من البيانات المتعلقة بعدد اللاجئين السوريين المقيمين في تلك الدول.
المبادرة الروسية بالأرقام
وحسب معطيات وزارة الدفاع الروسية، فإنه بإمكان نحو 1.7 مليون لاجئ سوري العودة إلى الوطن في وقت قريب:
- نحو 890 ألف لاجئ من لبنان
- نحو 300 ألف لاجئ من تركيا
- نحو 200 ألف لاجئ من الدول الأوروبية
- نحو 150 ألف لاجئ من الأردن
- نحو 100 ألف لاجئ من العراق
- نحو 100 ألف لاجئ من مصر
وحتى الآن يمكن استقبال 336.5 ألف لاجئ في 76 مركزا سكنيا على الأراضي السورية، في المناطق الأقل تضررا جراء الحرب. وعلى وجه التحديد:
- 134.35 ألف في محافظة حلب
- 73.6 ألف في ريف دمشق
- 64 ألفا في محافظة حمص
- 45 ألفا في محافظة دير الزور
- 10.6 ألف في محافظة حماة
- 8.95 ألف في منطقة القلمون الشرقي
ومع إعادة إعمار البنية التحتية في محافظة دمشق، بما فيها منطقة الغوطة الشرقية، والمدن الكبرى مثل حماة وحمص وحلب، سيصبح من الممكن استقبال ما بين 550 و600 ألف لاجئ خلال فترة من 3 إلى 6 أشهر.
وحسب معطيات وزارة الدفاع الروسية، التي أفصحت عنها يوم الأربعاء الماضي 18 يوليو، فإن العدد العام للاجئين الذين عادوا إلى سوريا منذ يناير 2018 بلغ 101641 شخصا على الأقل، منهم 37521 امرأة و48282 طفلا.
المصدر: RT