وقال السفير الروسي لدى طهران، ليفان جاغاريان، في حديث لصحيفة "كوميرسانت"، اليوم الأربعاء: "الاشتباكات تحصل من حين إلى آخر، وإننا بطبيعة الحال قلقون من احتمال مواجهة عسكرية بين القوات الإيرانية والإسرائيلية في سوريا، ونفعل كل شيء ممكن لتجنب ذلك ولمنع تصعيد النزاع".
وأعاد جاغاريان إلى الأذهان أن الوجود العسكري لإيران في سوريا يعد قانونيا، وأضاف، تعليقا على الطلبات الإسرائيلية بممارسة روسيا ضغطا على إيران لجعلها تسحب قواتها من سوريا: "إن إيران ليست بلدا يمكن الضغط عليه، فهي دولة كبيرة ولها سياساتها الخارجية المستقلة".
وشدد السفير الروسي لدى طهران على أنه "لا يمكن العمل مع إيران إلا من خلال وسائل الإقناع، دون ممارسة أي ضغط، لأن ذلك أمر غير مثمر".
ونفذت إسرائيل في وقت سابق من العام الجاري سلسلة واسعة من الغارات الجوية على المواقع العسكرية داخل سوريا قالت إنها موجهة ضد تمركز القوات الإيرانية في البلاد أو ردا على تصرفات "عدوانية" من قبل الجيش السوري.
وأكدت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرارا أنها لن تسمح للقوات الإيرانية التمركز عسكريا في سوريا، مصرة على أن إيران تسعى لتوسيع نفوذها، بما في ذلك عبر حليفها "حزب الله" اللبناني، على الأرض السورية من أجل شن هجمات على إسرائيل.
وشكلت قضية سوريا أحد أهم مواضيع المحادثات بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأمريكي، دونالد ترامب، خلال قمتهما في العاصمة الفنلندية هلسنكي يوم 16 يوليو.
وقال بوتين، عقب اللقاء: "من الضروري، بعد دحر الإرهابيين جنوب غرب سوريا بشكل كامل، تكييف الوضع في مرتفعات الجولان بالتوافق التام مع الاتفاق المؤرخ بالعام 1974 حول فصل القوات الإسرائيلية والسورية".
واعتبر الرئيس الروسي أن "هذا سيتيح إعادة الهدوء إلى منطقة الجولان وإحياء نظام وقف إطلاق النار بين الجمهورية العربية السورية وإسرائيل وضمان أمن الدولة الإسرائيلية بشكل مستدام".
بدوره، أعلن ترامب أن بلاده لن تسمح لإيران بالاستفادة من دحر تنظيم "داعش" في سوريا، وذكر أن الرئيسين اتفقا خلال القمة على ضرورة ضمان أمن إسرائيل، وذلك في ظل مخاوف الأخيرة من التمركز العسكري الإيراني قرب حدودها جنوب سوريا.
وتمثل إيران أحد أهم شركاء الحكومة الروسية في جهودها لتسوية الأزمة السورية باعتبار الجمهورية الإسلامية دولة ضامنة لعملية أستانا التفاوضية إلى جانب روسيا وتركيا.
المصدر: وكالات روسية