وفي حديث لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الجمعة، قال أخصائي السياسات الإشعاعية والباحث في مركز البحوث النووية في ليبيا، نوري الدروقي إن فريقا من العلماء النوويين الليبيين رفع تقريرا رسميا إلى حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، يثبت استخدام قوات الناتو للذخيرة مع اليورانيوم المنضب.
وتابع الباحث: "أجرينا دراسة في أحد مقرات الجيش الليبي الذي قصفه حلف الناتو. وجدت أماكن فيها زيادة للنشاط الإشعاعي. بعد إجراء قياسات دقيقة، عرفنا أن هذا النشاط الإشعاعي ناتج عن استخدام الناتو لصواريخ مزودة باليورانيوم المنضب".
وقال الدروقي، ردا على سؤال فيما إذا كانت نسبة ازدياد حالات الإصابة بالسرطان في أرجاء ليبيا، أو في المناطق التي قصفت بالصواريخ فقط: " حتى الآن في الأماكن والمدن التي تم استهدافها، نعم وطبعا النسبة الأكبر كانت أثناء التفجيرات، واليورانيوم أثناء التفجيرات يصدر انبعاثات غازية أو مشعة وغبارا ومواد كيماوية، تطايرت في مدينة طرابلس… وتم استنشاقها لدى سكان المدينة، وهذا ممكن أن تعزا إليه نسبة ازدياد الأمراض السرطانية الحالية".
وأضاف الدروقي أنه بعد أخذ عينات من المعسكر الكبير الذي استُهدف من قبل قوات الناتو في ليبيا، أثبت البحث العلمي وجود ما يسمى بالأماكن الساخنة الإشعاعية، "وعملنا على قياسات إشعاعية دقيقة، وتبين أنها مادة اليورانيوم، هذا من أثر الصواريخ التي تم استخدامها في قوات الناتو لضرب الأهداف العسكرية الليبية".
وأكد الدروقي، أن أثر اليورانيوم وجد حتى الآن في مدينة طرابلس، كما أن هناك "العديد من المدن والمناطق الأخرى خارج طرابلس، مثل مصراتة وزليتن…، وبعض المناطق التي تم استهدافها بقوة، سيتم إرسال فرق علمية للتأكد وأخذ عينات وتحديد ما إذا كان يوجد فيها يورانيوم أم لا".
وتابع الدروقي قائلا: " نحن بصدد التعامل مع المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق للسماح لنا بزيارة كل المناطق المستهدفة في 2011، ولكننا بدأنا في طرابلس من المعسكر، ولدينا أبحاث علمية، ونحن بصدد مخاطبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتأكد من ذلك، والمطالبة في مساعدتنا لوجستيا وفنيا وطبيا، لأن نسبة كبيرة من الأمراض السرطانية أصبحت في ليبيا متفشية".
وبدأت في ليبيا أواسط فبراير 2011 مظاهرات حاشدة للمطالبة برحيل العقيد معمر القذافي الذي حكم البلاد أكثر من 40 سنة، تحولت فيما بعد إلى مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين.
وفي 17 مارس تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا فرض حظرا جويا على ليبيا وفتح المجال أمام تدخل عسكري أجنبي. وبعد يومين من ذلك، بدأ التحالف الدولي، بمشاركة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبلجيكا وكندا ودول أخرى، عمليته العسكرية في ليبيا، دعما لقوات مناهضة للقذافي، ما أسفر عن الإطاحة به ومقتله.
وتشهد ليبيا بعد هذه الأحداث أزمة حادة متمثلة في غياب سلطة مركزية واحدة وانتشار ميليشيات وجماعات إرهابية وانهيار أمني، إضافة إلى تحول البلاد إلى "قاعدة ترانزيت" للهجرة غير الشرعية من القارة الإفريقية إلى أوروبا.
المصدر: سبوتنيك