وقالت الخارجية الأمريكية في بيان الليلة الماضية: "لا تزال الولايات المتحدة قلقة بشأن تقارير عن العمليات القادمة للحكومة السورية في جنوب غرب البلاد ضمن منطقة خفض التصعيد المتفق عليها بين الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي، والتي أكد عليها الرؤساء (دونالد) ترامب و (فلاديمير) بوتين في نوفمبر في دانانغ بفيتنام".
وأضافت: "نؤكد من جديد أن أي إجراءات عسكرية من قبل الحكومة السورية ضد منطقة خفض التصعيد الجنوبية الغربية يمكن أن تؤدي إلى تصعيد للنزاع ، ونؤكد من جديد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة ومناسبة رداً على انتهاكات الحكومة السورية في هذا المجال".
وتدّعي الخارجية الأمريكية أن اتفاق وقف إطلاق النار وإقامة منطقة خفض التصعيد الجنوبية الغربية يهدفان إلى الحد من الصراع في البلاد، وإنقاذ الأرواح وتهيئة الظروف "للعودة الآمنة والطوعية للمشردين إلى ديارهم". ولاحظت الخارجية الأمريكية، أنه بفضل القنوات الدبلوماسية القائمة ، كان من الممكن تجنب استئناف الأعمال القتالية لمدة عام تقريبا.
وذكرت الوزارة أن "أي هجوم عسكري للقوات الحكومية السورية في منطقة وقف إطلاق النار هذه سيشكل تحديا لهذه المبادرات التي نجحت حتى الآن"، حسب قولها.
ورأت الخارجية الأمريكية أنه من المهم للغاية أن تبذل البلدان الثلاثة التي تدعم منطقة خفض التصعيد الجنوبية الغربية قصارى جهدها لضمان الامتثال للاتفاقيات التي تم التوصل إليها العام الماضي.
واعتبرت الخارجية الأمريكية: أن "روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي تتحمل المسؤولية الواجبة لاستخدام نفوذها الدبلوماسي والعسكري على الحكومة السورية لوقف الهجمات، وإجبار الحكومة على إنهاء المزيد من الهجمات العسكرية. ونطلب من روسيا الوفاء بالتزاماتها وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 واتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب الغربي (من سوريا)".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد صرح مؤخرا ، أن سيناريو تحرير جنوب سوريا لم يتحدد بعد: إما بالمصالحة أو بالحرب.
والمناطق الجنوبية (الجنوبية الغربية) من سوريا، تشمل درعا والقنيطرة والسويداء ، وتقع بجوار حدود إسرائيل والأردن، وهي جزء من منطقة خفض التصعيد التي تم إنشاؤها في يوليو 2017 بالاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة والأردن.
تم توزيع رسالة وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس، وهي الثانية منذ 26 مايو، عندما أعرب الجانب الأمريكي أيضا عن قلقه إزاء عملية عسكرية محتملة للجيش السوري في هذه المنطقة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نهاية مايو الماضي، إن القوات الحكومية وحدها يجب أن تكون موجودة في هذه المنطقة، ودعا لانسحاب جميع القوات غير السورية من هناك في نهاية المطاف. ووفقا له، فإن الجانب الروسي يعمل الآن على هذه المسألة مع نظرائه الأردنيين والأمريكيين. ومع ذلك، فإن الاجتماع المقرر عقده في يونيو لحل هذه المسألة لم ينعقد حتى الآن.
وأفاد مصدر عسكري-دبلوماسي في وقت سابق، بأن مسلحي "جبهة النصرة" و"الجيش السوري الحر" يوسعون المناطق الخاضعة لسيطرتهم في جنوب سوريا لإنشاء حكم ذاتي تحت رعاية الولايات المتحدة.
وبحسب المصدر، فإن المسلحين يخططون لشن هجوم منسق على القوات الحكومية في جميع المحافظات الجنوبية الثلاث، تحت ذريعة انتهاكات مزعومة من جانب القوات الحكومية لمنطقة التهدئة وخفض التصعيد أو القيام باستفزاز "بواسطة مواد كيميائية".
وتؤمن الولايات المتحدة حماية غير مباشرة لهؤلاء المسلحين، وفي الوقت نفسه تزودهم بـ "المساعدات الإنسانية".
المصدر: نوفوستي
سعيد طانيوس