وبدا واضحا دخول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بقوة خلال المدة الأخيرة في مختلف الملفات، أبرزها الأزمة السياسية، التي شهدها لبنان مؤخرا، وإرساله قوات عسكرية إلى سوريا، والمشاركة في الهجوم الثلاثي الصاروخي عليها، إلى جانب بريطانيا والولايات المتحدة، كذلك جمع الفرقاء الليبيين مؤخرا في باريس، ودفعهم باتجاه الاتفاق على حل سياسي وإجراء انتخابات في ليبيا.
وآخر المستجدات كان إعلان فرنسا عن تنظيمها مؤتمرا بشأن اليمن ستشارك فيه دول ومنظمات دولية سيعقد في 27 يونيو في باريس لبحث الوضع الإنساني الملح.
وتقدم باريس السلاح والتدريب ومعلومات المخابرات للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الاثنين، إن المؤتمر سيبحث الصعوبات المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في اليمن، بما في ذلك الوضع في الحديدة.
وفيما يتعلق بالملف الليبي استضافت باريس بمبادرة من ماكرون شخصيا اجتماعا نهاية مايو الماضي، ضم فرقاء الأزمة الليبية، وشارك فيه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، وقائد الجيش الليبي الوطني، خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، تمخض عن اتفاق يتضمن 8 بنود بشأن تنظيم الانتخابات في ليبيا وإخراج البلاد من أزمتها المستفحلة.
في الأزمة السورية حمل تدخل فرنسا طابعا عسكريا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية في حزيران 2016 أن قواتها الخاصة تنفذ مهام عسكرية في شمال سوريا دعما لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إضافة إلى مشاركتها في العدوان الثلاثي الأخير على سوريا بمشاركة بريطانيا والولايات المتحدة.
أما فيما يتعلق بلبنان فقد نسب ماكرون الفضل لدبلوماسية بلاده في حل أزمة إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن استقالته من الرياض نهاية العام الماضي، وقال ماكرون في مقابلة مع تلفزيون (بي.إف.إم) "لو لم يتم الأخذ برأي فرنسا حينئذ لكان لبنان يخوض على الأرجح حربا أهلية ونحن نتحدث الآن. (الفضل) للدبلوماسية الفرنسية وللإجراء الذي اتخذناه".
مما سبق يرى مراقبون أن ماكرون يسعى إلى تصوير نفسه كوسيط في صراعات الشرق الأوسط، لملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة وغيرها من القوى الأوروبية الكبرى في هذه المنطقة القابعة على صفيح ساخن.
المصدر: وكالات