وفي تقرير مطول رأى مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، أن قوات الجيش السوري تسيطر حاليا "على أكثر من 50 في المائة من الأراضي السورية وما بين نصف وثلثي سكانها"، إلا أنه زعم أن سيطرة دمشق "على العديد من المناطق لا تزال غير مؤكدة بسبب غياب القوات الموالية والكفاءة والقدرة المؤسسية. وفي حين تمكنت القوات الموالية للنظام من تطهير العديد من المناطق التي استعادتها، إلا أنها مرهقة، لذلك يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكانها الاحتفاظ بها".
وأحصى آيزنشتات أن لدى الجيش السوري"ما بين 10 و20 ألف جندي جاهزون للعمليات الهجومية في مختلف أنحاء البلاد. وقد تم تأمينهم بشكل أساسي من (الفرقة المدرعة الرابعة) و(فرقة الحرس الجمهوري) وعناصر من (قوات الدفاع الوطني). أما سائر أفراد الجيش السوري - بمن فيهم بقايا عدة فرق من الجيش النظامي ومعظم (قوات الدفاع الوطني)، والفيلقان الرابع والخامس المشكلان حديثا، و(قوات الدفاع المحلية)، وأجهزة الاستخبارات التابعة للنظام - فربما يتراوح عددهم الإجمالي بين 100 و150 ألف عنصر مسلح".
ولفت الخبير الأمني والعسكري إلى أن "القاعدة العامة التي يعتمدها المخططون العسكريون تقتضي وجود 20 جندياً لكل ألف مدني خلال عمليات ضمان الاستقرار. ويعادل ذلك قوة تتألف من 200 ألف إلى 240 ألف جندي لكي يتمكن النظام من السيطرة على ما بين 10 و12 مليون شخص يعيشون حاليا، وفقاً للتقارير في المناطق الخاضعة له نوعاً ما. وهذا أكثر بكثير من عدد العناصر التي هي حالياً بتصرف القوات الموالية للنظام. لكن بعد مرور سبع سنوات على الحرب، أصبحت قوات المتمردين مستنزفة ومرهقة أيضا - وتشهد انقسامات لم تعهدها سابقا. وبالفعل، قد لا تكون قادرة بعد الآن على المقاومة بشكل مستدام في معظم الأماكن".
التقرير وصل إلى استنتاج مفاده أنه "ليس من الواضح ما إذا كان نظام الأسد قادرا على تحقيق انتصار مطلق، وتبقى جيوب المتمردين قائمة في محافظتي إدلب ودرعا وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، وتحظى بعض هذه المناطق بحماية قوى أجنبية".
المصدر:washingtoninstitute
محمد الطاهر