وذكر عميد الدبلوماسية البريطانية في مقال نشرته اليوم صحيفة "تايمز" أن الأمير محمد البالغ 32 عاما من العمر أظهر قولا وفعلا، خلال ثمانية أشهر مرت منذ تعيينه وليا للعهد، رغبته في قيادة السعودية نحو الأكثر انفتاحا.
وأوضح جونسون أن الحملة التي أطلقها ولي العهد الجديد تضم الإصلاحات نفسها التي كانت بريطانيا دعت إليها دائما، بما في ذلك توسيع حقوق المرأة، مناشدا مواطنيه عدم تجاهل تلك الإنجازات.
وأشار الوزير إلى أن الإصلاحات لا تأتي بسهولة في السعودية، مؤكدا أن المملكة شهدت في الأشهر الأخيرة تغييرا حقيقيا بعد عقود من الجمود.
وشدد جونسون على ضرورة أن يكمن دور بريطانيا في تشجيع السعودية في مسارها الإصلاحي، مؤكدا أن مستقبل المملكة والمنطقة والعالم الإسلامي برمته يتوقف على نتائج هذا المشروع.
وأعرب الوزير البريطاني عن أمل لندن في أن تبذل القيادة السعودية مزيدا من الجهود في مجال حماية حقوق الإنسان، مضيفا أن تسليم هذه الرسالة إلى السلطات السعودية أو حل خلافات بين الدولتين يتطلب لقاءات شخصية بين زعيمي المملكتين.
وقال جونسون إن بريطانيا والسعودية تعملان جنبا إلى جنب اليوم على التصدي لتصرفات إيران المدمرة في الشرق الأوسط ونزع فتيل الحرب في اليمن، مؤكدا ضرورة بذل مساع كثيرة بغية التوصل إلى التسوية السياسية لهذه الأزمة وإيصال المساعدات إلى كل من يحتاج إليها هناك.
وأشار جونسون إلى أنه في بريطانيا ثمة من يعارض التعاون مع السعودية التي وصفها بـ"مفاعل الطاقة" في الشرق الأوسط وأحد أقدم أصدقاء لندن في المنطقة.
وجاءت هذه التصريحات قبل أسبوع من وصول الأمير محمد إلى لندن في أول زيارة رسمية له في منصب ولي العهد، حيث سيجتمع برئيسة الوزراء تيريزا ماي وغيرها من كبار المسؤولين.
وأفادت وكالة "رويترز" بأنه من المتوقع أن تثير هذه الزيارة احتجاجات في المملكة المتحدة على قضايا أوسع نطاقا تتعلق بحقوق الإنسان، وخاصة دور السعودية في حرب اليمن التي كلفت أرواح عشرات آلاف الأشخاص منذ عام 2015.
وتعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات قوية داخلية في السنوات الأخيرة لعقدها صفقات تسليح ضخمة مع السعودية، لتستخدم هذه الأسلحة لاحقا في اليمن.
المصدر: تايمز + رويترز
نادر عبد الرؤوف