وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة إلى أن فصائل المعارضة المسلحة التي خسرت معظم حلفائها الدوليين وأصبحت قاب قوسين من الهزيمة في سوريا، مضطرة إلى المشاركة في العملية ضد الفصائل الكردية المسيطرة على منطقة عفرين إلى جانب تركيا، التي تسعى إلى حل مشاكلها الجيوسياسية والأمنية أكثر بكثير من الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة عن تسعة قياديين في المعارضة المسلحة، تأكيدهم إنهم يرون في تركيا آخر حليف لهم كدولة تستمر في تدريب المسلحين السوريين ودعمهم "وسط تجاهل دولي"، مما يظهر، حسب الصحيفة، بوضوح تعويل المعارضة المسلحة على أنقرة وعجزها عن تغيير الوضع الميداني في البلاد بنفسها.
وقال أحد القياديين: "علينا أن نتعزز ونبدأ من جديد، والثورة السورية انهارت عسكريا لكن ليس بشار الأسد هو من حقق انتصارا، ووجود المعارضة هو بذاته انتصار على العالم كله".
ونوهت الصحيفة البريطانية بأن إطلاق عملية "غصن الزيتون" أسفر عن تصعيد الخلافات البارزة أصلا بين الفصائل المعارضة المشتتة من جانب، و"هيئة تحرير الشام" التي تشكل "جبهة النصرة" الإرهابية عمودها الفقري من جانب آخر، حيث وجهت إلى الفصائل المشاركة في العملية اتهامات بـ"تحقيق المصالح التركية على حساب أغراض الثورة".
لكن القياديين المذكورين أكدوا لـ"غارديان" أنهم يعتبرون تحالفهم مع تركيا بمثابة "طوق النجاة" في حربهم ضد الحكومة السورية، حيث دربت أنقرة آلاف المسلحين الذين قد يشكلون صلب "الجيش الوطني" المعارض الجديد.
وتابع القياديون أن الانتصار في عفرين سيفتح أمامهم معبرا إلى محافظة إدلب التي تشهد حاليا اشتباكات بين القوات الحكومية و"هيئة تحرير الشام"، مما سيتيح للفصائل المعارضة شن هجوم واسع النطاق لطرد المتشددين من المحافظة.
في غضون ذلك، تتهم الفصائل المعارضة "وحدات حماية الشعب" الكردية بالانفصالية والتعاون مع الحكومة، محملة إياها المسؤولية عن استعادة الجيش السوري السيطرة على حلب في عام 2016، حيث قطع المقاتلون الأكراد طريق الإمداد الرئيسي للمسلحين في المحافظة.
وأكد القياديون أن وكالة المخابرات الأمريكية قلصت في أواخر العام المنصرم مساعداتها للمعارضة السورية عبر مركز العمليات المشتركة في تركيا، بينما لا تواصل أنقرة تدريب ودعم الفصائل المعارضة.
في الوقت ذاته، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مصالح تركيا والمعارضة السورية تختلف في الآونة الأخيرة رغم التحالف بينهما، إذ ترى أنقرة أولويتها في استئصال المسلحين الأكراد عند حدودها، لا في إسقاط الأسد أو محاربة "هيئة تحرير الشام".
وأكد القياديون أن المعارضة السورية لم تتلق أي تعهدات من أنقرة بخصوص عملية مقبلة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب، لكن تركيا لا تزال تدعم مشروع "الجيش الوطني السوري" الذي يضم ما بين 10 و15 ألف مقاتل معظمهم من المحاربين في عملية "درع الفرات".
في غضون ذلك، يبدو أن معركة عفرين بعيدة عن نهايتها، إذ توقع أحد القياديين أن القتال قد يستمر خمسة أو ستة أشهر على الأقل.
انطلقت عملية "غصن الزيتون" قبل أسبوع، حيث تحاول القوات التركية المدعومة من فصائل "الجيش السوري الحر" تطهير منطقة عفرين الحدودية في ريف حلب الشمالي الغربي من المسلحين الأكراد الذين يحظون بدعم واشنطن.
المصدر: غارديان
نادر عبد الرؤوف