وشن عريقات هجوما حادا على الرئيس الأمريكي، دونالد تراكب، بسبب تصريحاته الأخيرة حول القدس، وقال، في بيان خاص، إنها "تؤكد عدم أهليته في رعاية أية عملية سلمية"، مؤكدا "أن قضية القدس لم يتم إزاحتها عن طاولة المفاوضات وإنما تم إزاحة الولايات المتحدة خارج الإجماع الدولي".
ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيانه، الذي نقلته وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية، تصريحات ترامب بالإهانة للعرب جميعا من المسلمين والمسيحيين واليهود الذين يدعمون إقامة سلام دائم وشامل، مضيفا: "من يعتقد أن القدس أزيحت عن طاولة المفاوضات فعليه أن يعلم أن السلام أزيح عن الطاولة أيضا".
وانتقد عريقات "لغة ترامب الاستفزازية" وإصراره على ممارسة "الابتزاز السياسي والمالي وفرض العقوبات" وإلقاء التهديدات والتعليمات على القيادة والشعب الفلسطينيين، معربا عن استنكاره الشديد لقول صاحب البيت الأبيض إن الأموال الأميركية ستبقى على الطاولة طالما أن الفلسطينيين لن يلعبوا مع الأمريكيين، وقال عريقات: "إن القضايا الجوهرية والمصيرية لشعبنا ليست لعبة كما يراها ترامب، ولن نسمح له بجعل وجودنا على هذه الأرض لعبة أو مقامرة، وعليه التمييز بين الحقوق الأصيلة للشعوب في حقها المشروع والمكفول في القانون الدولي في سيادتها على أرضها وتقرير مصيرها، وبين صفقات الأعمال والمقايضات وفرض الإملاءات بكيفية التعامل مع قضايانا الوطنية".
وأضاف: "إن إصرار ترمب على إزاحة القدس عن الطاولة، والتهديد باشتراط بقاء الأموال على الطاولة بمدى التزام الفلسطينيين بالشروط الأميركية، والتأكيد على نقل السفارة الأميركية إلى القدس بحلول العام 2019 هو ضرب من الوهم، وإن قضية الأموال والمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى شعبنا ليست منّة أو هبة إنسانية كما يعتقد ترامب، حيث أن قيمة الالتزام والتمويل الدولي ليست قيمة مالية أو قضية منح وتبرعات وإنما هي قضية سياسية بحتة وتعبر عن واجب المجتمع الدولي والتزامه القانوني والسياسي تجاه شعبنا حتى إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من السيطرة على أرضه وموارده واقتصاده وحدوده وأجوائه".
وأكد عريقات، أن هذه التصريحات يجب أن تشكل "إنذارا للقادة العرب وصناع القرار وكل دول العالم"، وأوضح: "لقد حان الوقت لاتخاذ مبادرات جدية لإنقاذ المنطقة والعالم بأسره من فوضى دولية لا تحمد عقباها".
المصدر: وفا
رفعت سليمان