وأضاف اليوم الاثنين أن هذه الخطوة ستضع الولايات المتحدة ذاتها بمعزل عن المنظومة والإرادة الدولية وستخرجها من عملية التسوية، حيث أن أية دولة تتخذ مواقف معادية للقانون الدولي وللحقوق الوطنية الأساسية لشعبنا الفلسطيني غير مؤهلة أن تكون جزءا من المنظومة الدولية أو أية عملية سياسية محتملة.
وشدد على أن واشنطن ترتكب بذلك فضيحة سياسية وقانونية وتصطف إلى جانب استعمار فلسطين، مضيفا أن هذه التصرفات غير المسؤولة تدعم وتشجع الاحتلال الاستعماري، الذي من شأنه إشعال نار الحروب وإثارة الفتنة الطائفية والدينية، وهي لا تعبر مطلقا عن المصالح القومية للشعب الأمريكي بل تعمل ضده.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عزمها الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارتها إليها.
وقال عريقات: "إذا كانت الولايات المتحدة تنوي بالفعل اتخاذ قرارها بضرب القانون الدولي بعرض الحائط، وإذا سمحت دول العالم بالتلاعب بالقانون الدولي ولم تطلق موقفا حاسما وحقيقيا لحماية منظومة القانون الدولي، فهي تتحمل المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية لإنهاء النظام الدولي، كما نعرفه اليوم، وخلق حالة من الفوضى الدولية لا تحمد عقباها".
وتابع: "على الرغم من أن للقدس وضع ديني وتاريخي غير مختلف عليه، إلا أن القدس ليست مكانا للعبادة لجميع الأديان فحسب وإنما هي منظومة تاريخية وحضارية وإنسانية تشهد على الوجود الفلسطيني وهويته الوطنية منذ آلاف السنين".
وأشار إلى أن "الاعتراف بها غير مرتبط بالديانات بل بمبادئ القانون الدولي الذي يقضي بعدم السماح باكتساب الأرض عن طريق القوة".
وذكر أن منظومة القانون الدولي قد تم تشكيله للحد من قدرة الدول على استخدام قوتها الغاشمة مشددا على أن "إقحام الدين في الصراع وتحويله إلى صراع ديني سيعمل على تأجيج واستفزاز مشاعر المسيحيين والمسلمين وسيشعل المنطقة برمتها وهذا ما ستتحمل نتائجه وتبعاته القوى التي تعمل على ذلك".
ودعا عريقات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وجميع دول العالم إلى توضيح وإعلان مواقفها من معاداة منظومة القانون الدولي. كما دعا واشنطن إلى الالتزام بمواقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة، والاحتكام إلى لغة القانون الدولي والحكمة السياسية، وتنفيذ القرارات الأممية بدلا من ذلك والعمل على إنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس.
هذا وأكد عريقات أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالاتها الحثيثة مع العالم، وطلبت عقد لقاءات طارئة للإعلان رسميا عن خطواتنا المستقبلية بالتنسيق والتشاور مع الدول العربية والإسلامية الشقيقة.
المصدر: RT
أولغا رودكوفسكايا