وخصص موسى فصلا كاملا للرئيس السابق بعنوان "حسني مبارك"، والذي وصفه بالرجل المنوفي (نسبة للمنوفية) بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والوطني والمتواضع في طموحاته و"ابن بلد يتسم بالحداقة".
ورأى موسى أن مبارك كان غير مستعد للدخول في مغامرة عسكرية مع إسرائيل بخلاف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولم يكن مستعدا للمزايدة على العرب، خاصة المملكة العربية السعودية، ومنذ أيامه الأولى في الحكم جنح للسلم.
وقال موسى، الذي كان وزيرا للخارجية في عهد مبارك، إن الأخير شخصية لطيفة محببة، له "قفشاته" الطريفة، كان يستمع لآراء خبراء في الظل قبل أن يجتمع بفريقه في جلسات رسمية، وكان يتمتع بتوازن مبسط للأمور.
وحول علاقة مبارك بالمعارضة يتحدث موسى أنه كان يعطي المعارضة مساحة تتسع قليلا أو تتقلص حسب المعطيات والظروف والاحتياج، وغض الطرف عن بعض الفساد بين كبار مؤيديه وأركان نظامه وعائلاتهم، لكنه لم يتردد في أن يلفت نظر كبار المسؤولين في نظامه إذا تعدوا حدودا معينة في استغلال النفوذ.
واعتبره مثالا للموظف المصري الكبير موضحا: "دخلت مرة مكتبه الداخلي الواقع في الدور الأرضي في خلفية منزله، فوجدت أكواما من التقارير التي تصدر عن أجهزة الدولة وترسل إليه بوصفه رئيسا للجمهورية في شكل كتب أو ملفات صغيرة الحجم، وهذا ما يفسر قولي إنه كان موظفا كبيرا يقتنع بأنه يجب الاحتفاظ بهذه التقارير التي ربما يحتاج لأن يعود إليها في يوم ما".
المصدر: المصري اليوم
علي جعفر