المنتخب السوري فأجأ جميع المتابعين حول العالم بأدائه المبهر وإصرار لاعبيه على إسعاد الجماهير السورية المتعطشة لتحقيق إنجاز طال انتظاره .. ما قد يخفف كثيرا من وطأه الأزمة التي تعيشها البلاد منذ العام 2011.
منتخب كرة القدم اليوم هو الشغل الشاغل للسوريين جميعا سواء داخل البلاد أو في بلاد الاغتراب ولا يسمع من غالبية السوريين – سواء كانوا مهتمين بكرة القدم أو لا – في الفترة الأخيرة إلا الحديث عن اللقاء المرتقب مع المنتخب الإيراني والذي قد يؤهل سوريا للمرة الأولى في تاريخها إلى أكبر حدث كروي في العالم.
أحد صناع الإنجاز السوري هو قلب الدفاع عمرو الميداني الذي تعرض في اللقاء الأخير أمام قطر لإصابة أبعدته عن لقاء إيران .. موقع قناة RT العربية التقى بالنجم عمرو الميداني وكان الحوار التالي مع مراسلنا بشار السيد أحمد.
1 – كابتن عمرو أهلا وسهلا بك في هذا اللقاء مع RT، الثلاثاء منتخب سوريا سيكون أمام مواجهة تاريخية، كيف لك أن تصف لنا الحالة النفسية لزملائك اللاعبين على عتبة هذا اللقاء الحاسم؟
الجواب: أهلا بك أستاذ بشار وبقناة RT .. كل لاعبي منتخبنا والشارع الرياضي في بلادنا يعرف قيمة هذه المباراة التاريخية والمفصلية للشعب السوري بأكمله .. بطبيعة الحال أهمية المباراة تزيد من الضغط على اللاعبين .. لكن إن شاء الله سيتحول هذا الضغط إلى حافز كبير لتحقيق الفوز .. وما أؤكده لك أن الحالة النفسية في معسكر منتخبنا ممتازة.
2 – كنت أحد النجوم البارزين في لقاء الذهاب أمام المنتخب الإيراني في ماليزيا .. هل هذا المنتخب مرعب بالفعل برأيك أم يمكن التغلب عليه؟
الجواب: مباراة الذهاب كانت صعبة بكل المقاييس وخاصة الظرف المناخي وأرضية الملعب السيئة وإصابة قائد الفريق أحمد الصالح في الدقائق الـ15 الأولى .. لكننا حاولنا التغلب على هذه الظروف وتمكنا من الظفر بنقطة ثمينة أمام منتخب لديه تاريخ عريق وخبرة كبيرة سواء في التصفيات أو النهائيات.. المنتخب الإيراني بالفعل قوي ولاعبوه محترفون في أوروبا.
3 – للأسف تعرضت لإصابة قوية أمام المنتخب القطري الخميس الماضي مما منعك من التواجد مع منتخب بلادك في طهران والآن أنت في الإمارات.. ما هي ماهية إصابتك ومتى نتوقع عودتك إلى الملاعب؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين على كل حال .. بالفعل تعرضت لتمزق في العضلة الخلفية في اللقاء أمام المنتخب القطري وعدت فورا إلى الإمارات لمتابعة العلاج .. الإصابة صعبة ومدة التعافي من 6 – 8 أسابيع وسأعود أقوى من قبل إن شاء الله .. ولست منزعجا أبدا من إصابتي، فكل شيء فداء لمنتخب بلدي ولوطني .. لكن ما يضايقني هو عدم استطاعتي التواجد في اللقاء الحاسم .. ولكن كما يقال بالعامية: البركة بالموجودين .. وزملائي لن يخيبوا آمالنا إن شاء الله.
4 – عاد إلى صفوف المنتخب السوري في الفترة الأخيرة عدد من النجوم أمثال عمر السومة وفراس الخطيب بعد انقطاع دام لفترة طويلة .. ما هو الأثر الذي تركته عودة هؤلاء اللاعبين إلى صفوف المنتخب السوري؟
الجواب: عودة فراس الخطيب وعمر السومة شكلت دافعا لنا كلاعبين لأنهم من خيرة المهاجمين في القارة الصفراء بالإضافة إلى عمر خريبين .. وجودهم زاد فريقنا قوة .. والأهم من ذلك هو وحدتنا .. حب سوريا يوحد جميع أبنائها وكل هذه الوحدة والانسجام ستنعكس في أرض الملعب أمام إيران إن شاء الله تعالى.
5 – مع غيابك عن المباراة أمام إيران، ألا يبدو الوضع مقلقا في خط دفاع المنتخب السوري كابتن عمرو؟
الجواب: بالطبع لا .. نحن عانينا من بداية التصفيات من مسألة الإصابات أو الغيابات ولم يؤثر ذلك أبدا على منتخبنا .. جميع لاعبي منتخبنا على قدر كبير من المسؤولية .. أتمنى التوفيق لقلبي الدفاع خاصة ولجميع زملائي الذين سيلعبون في مباراة الثلاثاء .. وأتوقع أنهم جميعا سيكونون عند حسن الظن بهم.
6 – ما هي الميزات التي يمتلكها المنتخب السوري اليوم والتي يمكن أن تؤهله إلى كأس العالم برأيك؟
الجواب: إنه حلم شعب بأكمله .. إضافة إلى السنوات الحزينة التي مرت بها بلادنا .. 90 دقيقة ستكون كافية لإحياء آمال شعبنا .. لدينا الكثير من الحوافز والأسباب لنحقق هذا النصر .. وبإذن الله سيكون تاريخ 5 سبتمبر 2017 موعدا لفرحة تاريخية لشعبنا السوري ويوما لإحياء الفرح في بلادنا.
7 – برأيك، هل تشكل حالة الانتظار التي يعيشها المتابعون السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي عامل مؤازرة أم عامل ضغط على لاعبي المنتخب السوري ومدربهم قبل هذا اللقاء أمام إيران؟
الجواب: المباراة مرتقبة بكل ما للكلمة من معنى .. من الصغير والكبير .. من الرجال والنساء .. وحتى على الساحة العربية فاللقاء متابع بشكل كبير وهذا يشكل عامل ضغط .. وكما أجبتك عن سؤال سابق، سيتحول الضغط إلى حافز كبير لتحقيق الانتصار .. الأهم هو إحراز الفوز وإسعاد شعبنا السوري وما تبقى هو عبارة عن عوامل ثانوية لا أكثر ولا أقل.
8 - ستكون هناك تجمعات جماهيرية كبيرة في كل أنحاء سوريا لحضور هذا اللقاء الحاسم والمنتظر .. ماذا يمكن أن يقول عمرو الميداني لهذه الجماهير الغفيرة المنتظرة لفرحة كبرى كالتأهل إلى المونديال؟
الجواب: إن شاء الله لن نخذل مشجعينا ومساندينا .. وبالرغم من غيابي عن اللقاء فأنا سوف أقولها بلسان زملائي في المنتخب: سنبذل قصارى جهدنا للتأهل إلى المونديال وإسعاد جماهيرنا وشعبنا الذي عانى كثيرا في السنوات الصعبة التي مضت.
- كابتن عمرو الميداني شكرا لك على هذا اللقاء .. نتمنى التوفيق لمنتخبكم في تصفيات كأس العالم 2018 ونتمنى لك الشفاء العاجل من إصابتك.
- شكرا لكم.
المصدر: RT
حاوره: بشار السيد أحمد