وعلى الرغم من أن المنطقة شهدت بعد ذلك الكثير من الحروب والنزاعات الدموية، إلا أن صفحات تلك الحرب الطويلة والمدمرة والوحشية لا تفتأ تؤرق أحداثها وفصولها الدامية القريب والبعيد.
ولعل مثل هذا الاستذكار ليوميات تلك الحرب البشعة هو أفضل وسيلة للاحتجاج ضد كل الحروب، وأنجع وسيلة للدعاية ضدها حتى لا تتكرر ويلاتها.
ما يمكن وصفه بتعرية "الحرب" هو ما قام به الشاعر العراقي حميد قاسم الذي كتب أمس على صفحته في موقع فيسبوك ما علق بذاكرته من أحداث من تلك الحرب المدمرة.
بدأ قاسم ذكرياته من حيث انتهت الحرب وتوقف إطلاق النار "وعمّت الأفراحُ والليالي الملاحُ البلادَ والجبهات في مدن البلدين".
هذا الكاتب العرقي يحملنا في هذا النص إلى موقع على جبهة الحرب يعرف بـ"الراقم 684"، لنبصر "إيرانيين كنا نتبادل وإياهم حمم المدفعية والهاونات لسنوات، وربما قتل بعضهم أصدقائي ولربما قتل أصحابٌ لي أصدقاء لهم..
في تلك الأيام بعد لعبة كرة طائرة في الأرض الحرام القريبة من جبل (سي سر) دخنت في أحد المواضع سيجارة (بهمن) أخرجها أحدهم من حقيبته المشققة، ردا على سيجارة (سومر) ..."
ونصل الذروة بعد هذا المدخل لنلمح في تلك الحقيبة "كتابا عن لوركا بالفارسية يندس إلى جنب كتاب آخر هو إحدى روايات كازنتزاكي".
ويقول الراوي مختتما هذا المشهد :"ولكم أن تتخيلوا مشاعري لحظتها.. هذا الشاب الذي هو عدوي، أمضى 8 سنوات يتربص بي لقتلي مثلما أتربص به لقتله، فيما كنا نقرأ الكتاب نفسه طيلة تلك السنوات!".
المصدر: فيسبوك
محمد الطاهر