مباشر

وأشعل السادات غليونه قبل أن تخمد حرب الأيام الأربعة!

تابعوا RT على
في مثل هذا اليوم قبل 40 عاما انتهت حرب الأيام الأربعة بين مصر وليبيا، حرب تسببت، على قصرها، بخسائر جسيمة للبلدين، وكان يمكن أن تصبح حرب استنزاف طويلة لولا لطف الأقدار.

اشتعلت هذه الحرب المنسية في 21 يوليو/تموز عام 1977، بعد أن وصل الخلاف بين مصر أنور السادات، وليبيا، معمر القذافي إلى الذروة عبر حملات إعلامية متبادلة عنيفة، وتصريحات نارية ساخرة من زعيمي البلدين.

في تلك الأيام، أخذت القطيعة بين النظامين المصري والليبي شكلا رسميا، وتحول التوتر الشديد إلى إجراءات انتقامية متبادلة تجسدت في طرد 225 ألف مصري من ليبيا في يونيو/حزيران، إضافة إلى مظاهر تحشيد أخرى قامت بها سلطات البلدين الجارين، من بينها مسيرة ضخمة نظمتها طرابلس، وجهتها الحدود مع مصر.

تلك الحرب اشتعلت باشتباكات بالأسلحة النارية على الحدود، وتحولت سريعا إلى صدامات جوية وبرية عنيفة، دخلت خلالها قوات مصرية إلى بعض المناطق الليبية، وشنت الطائرات المصرية غارات على القواعد الجوية الليبية الواقعة شرق وجنوب شرق البلاد، واشتعلت المناطق الحدودية بين البلدين بالنار.

تمكنت وساطة جزائرية قادها الرئيس الأسبق هواري بومدين مدعومة بمسعى للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من وقف تلك الحرب "العبثية" في 24 يوليو/تموز، وسحب السادات قواته إلى مواقعها.

وتقول المصادر المتاحة إن تلك الحرب أسفرت عن مقتل نحو 100 جندي مصري، وإسقاط 4 طائرات "ميغ - 21" مصرية، مقابل مقتل 400 جندي ليبي، وتدمير 60 دبابة و20 طائرة "ميراج 5".

في عام 2014، أخرج أحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ومنسق العلاقات الليبية المصرية في عهده، رواية جديد عن تلك الحرب القصيرة.

أظهرت تلك الرواية أن طرابلس اتهمت القاهرة بأنها تنفذ بتلك الحرب "مؤامرة" أمريكية تقوم بموجبها القوات الأمريكية بالهجوم على شرق البلاد وقوات تونسية بمهاجة غرب البلاد، في حين تتمركز قوات الأسطول السادس قبالة السواحل الليبية لمنع الاتحاد السوفيتي من التدخل.

بالمقابل، اتهمت القاهرة طرابلس بأنها تريد تدمير السد العالمي بالصواريخ، وأنها تسعى إلى غزو مصر والسيطرة على مناطق حدودية قريبة من الإسكندرية.

 المسؤول الليبي السابق وابن عم العقيد القذافي أحمد قذاف الدم، تحدث عن دور هام له آنذاك في وضع اللمسات الأخيرة على نهاية حرب الأيام الأربعة، مشيرا إلى أنه تواصل مع الزعيم المصري الراحل أنور السادات وزاره في منزله في ميت أبو الكوم أكثر من مرة، بل وزاره في أحد الأيام من دون علم القذافي!

وسرد في هذا الشأن رواية تقول "طرحت على الرئيس في بيته بميت أبو الكوم أيضا، تفاصيل الخطة التي حصلنا على معلومات بشأنها بواسطة أجهزة الاستخبارات الليبية، وتهدف لغزو مصر لليبيا من الشرق وغزو تونس لليبيا من الشمال، على أن يتصدى الأسطول الأمريكي في البحر المتوسط لأي محاولة للتدخل من جانب الاتحاد السوفيتي".

وكانت ردة فعل السادات أنه "أشعل غليونه ودار حول نفسه ثم أخذ يتطلع إلى الأشجار والنخيل من حوله، وظننت أنه سيتفهم ما قلته له، لكن فجأة نفث دخان الغليون، وعاد سيرته الأولى، وهو غاضب أكثر من الأول".

وبعد أخذ ورد، بحسب هذه الرواية، قال أحمد قذاف الدم للسادات: "شوف أنا جئت دون إذن. إما أن نصل إلى حل، أو احجز لي مكانا عندك لكي أمكث في مصر، لأن القذافي لا يعلم بهذه الزيارة ولم آخذ إذنه، ولا أستطيع أن أعود إليه بعد هذا دون نتيجة مريحة".

وبعد حوار مشابه قصير بين الرجلين أقنع خلاله قذاف الدم مضيفه بعدم وجود نوايا عدوانية لدى بلاده، وسرد ابن عم القذافي أن أنور السادات قال له: "سأسحب لمدة أسبوع"، وهكذا باختصار انتهت تلك الحرب العبثية.

محمد الطاهر

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا