وأشاد بورودافكين، أثناء مؤتمر صحفي عقده اليوم السبت، بتخلي المعارضة السورية عن موقفها السابق تجاه التسوية السياسية في البلاد، لا سيما ما يتعلق بالتراجع عن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد فورا.
وقال الدبلوماسي الروسي: "حتى المعارضين الراديكاليين ومموليهم، أدركوا أخيرا ضرورة إحلال السلام في سوريا قبل البدء بالبحث في الإصلاحات السياسية في ظروف تطبيع الأوضاع داخل البلاد".
وأشار بورودافكين إلى أن الاجتماعات التي عقدت في أستانا، وخاصة توقيع مذكرة مناطق تخفيف التوتر، وتصريحات زعماء الدول المعنية بالتسوية السورية أتت ثمارها، فالمعارضة تحاول إظهار مرونة أكبر في المفاوضات، ولم تعد تتحدث عن تنحي الأسد على الفور، بل عن التوصل إلى اتفاق معه بشأن الإصلاحات السياسية.
ورحب بورودافكين بتقارب وجهات نظر الوفود الثلاثة للمعارضة، مشددا على ضرورة أن يكون موقفها موحدا وبنّاء ويهدف إلى البحث عن حل وسط مع وفد الحكومة، دون طرح شروط غير واقعية.
وأعرب الدبلوماسي الروسي عن أمل بلاده في أن يتيح تبلور موقف موحد للمعارضة الانتقال إلى مفاوضات مباشرة بين أطراف الأزمة السورية، في جولة جديدة من مفاوضات جنيف من المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول المقبل.
إلى ذلك، أكد بورودافكين أمل موسكو في أن تضع هذه التطورات الإيجابية حدا للاستهداف المتبادل بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة، في حربهما على الإرهاب، مؤكدا أن روسيا تسعى إلى تنسيق جميع التفاصيل الخاصة بإنشاء مناطق تخفيف التوتر الـ4، إلى حين انعقاد "جنيف-8".
وفي الوقت نفسه، توقف المسؤول الروسي عند عدد من النقاط السلبية التي لا تزال قائمة في المفاوضات، فقال إن هناك بين أعضاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات مَن ما زال يطالب بتنحي الأسد عن السلطة فورا، ويصر على سحب مبدأ العلمانية من الأسس التي ستعتمد عليها الدولة السورية في المستقبل.
المصدر: وكالات
نادر عبد الرؤوف